اعتراف أميركي بـ "إبادة الأرمن" يثير غضب واستنكار تركيا
استنكرت الخارجية التركية أمس الخميس اعتماد مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قرار يعترف بأن عمليات القتل الجماعي للأرمن قبل مئة عام إبادة جماعية، معتبرة أنه مثال مخجل على كيفية تسيس التاريخ.
ونددت أنقرة بالإجراء الذي صدر بعد شهر من زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للبيت الأبيض في ظل الخلافات المتصاعدة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة التركية تعليقا على قيام "الشيوخ" الأميركي أمس باعتماد مشروع القرار الذي طرحه كل من بوب ميننديز السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجرسي وتيد كروز السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، في عملية تصويت بالجمعية العامة للمجلس.
وكان مجلس النواب قد وافق على قرار مماثل، على الرغم من معارضة الخارجية لتلك الخطوة استنادا إلى مخاوف بأنها سوف تزيد تعقيد العلاقات مع تركيا.
ومرر المجلس الذي يقوده الجمهوريون القرار أمس دون اعتراض، وهي المحاولة الرابعة لميننديز العضو الأبرز في لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس في سعيه للحصول على موافقة بالإجماع على القرار.
محاولة تخريبية
وفي ردها على ذلك، قالت أنقرة إن هذا القرار محاولة تخريبية تهدف لتعطيل الجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن القرار الصادر بشأن أحداث 1915 يفتقر إلى الوعي التاريخي والأساس القانوني.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة إن بلاده تندد (بالإجراء) بقوة وترفضه".
من جهته، انتقد فخر الدين ألتون رئيس مكتب الاتصالات للرئيس التركي قرار اعتراف "الشيوخ" الأميركي بـ "إبادة الأرمن" قائلاً "لقد اختار مجلس الشيوخ الأميركي مجرد فرض وجهة نظر أحادية الجانب للغاية للتاريخ لأغراض سياسية".
وقال ألتون في تغريدة عبر موقع تويتر "نرفض هذه المحاولات لإلحاق الضرر بتركيا لأسباب سياسية لا علاقة لها بالحقيقة".
في المقابل، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في تغريدة بالإنجليزية على تويتر "هذه تحية لذكرى 1.5 مليون ضحية لأول إبادة جماعية بالقرن العشرين وخطوة جريئة لترويج أجندة منع الإبادة الجماعية".
وتقر تركيا بمقتل كثيرين من الأرمن خلال اشتباكات مع القوات العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، لكنها ترفض الأرقام وتنفي أن القتل كان ممنهجا أو أنه يرقى إلى حد الإبادة الجماعية.