قناصة ومقاتلون وأسلحة متطورة.. نيويورك تايمز تكشف تفاصيل تورط روسيا في ليبيا

Russian Foreign Minister Sergei Lavrov (R) welcomes General Khalifa Haftar (L), commander in the Libyan National Army (LNA), during a meeting in Moscow, Russia August 14, 2017. REUTERS/Sergei Karpukhin
لافروف أثناء لقائه مع حفتر عام 2017 (رويترز)

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير مطول لها أن الدور الروسي تعاظم بشكل مريب في الملف الليبي المعقد، ونقلت على لسان مسؤولين ليبيين تفاصيل ذلك التورط، بما يشبه ما وقع في سوريا.

وقالت الصحيفة الأميركية إن المسعفين الليبيين لاحظوا تغيرا ملحوظا في طبيعة الإصابات التي تأتيهم إلى المستشفى نتيجة استخدام أسلحة متطورة، مما دفع مقاتلين ليبيين إلى التأكيد أنه عمل مرتزقة روس.

وتضيف أن نحو مئتي مقاتل روسي -بينهم قناصة- وصلوا ليبيا خلال الأسابيع الماضية كجزء من حملة روسية واسعة لإعادة تشكيل نفوذها في ليبيا والمنطقة، عبر دعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر -الذي يحظى أيضا بدعم الإمارات والسعودية ومصر وفي بعض الأحيان فرنسا- بأسلحة متطورة بينها طائرات وصواريخ وقذائف موجهة وقناصة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ليبيين كبار وخمسة دبلوماسيين غربيين متابعين للملف الليبي قولهم إن القناصة الروس ينتمون إلى مجموعة "فاغنر" الشركة الخاصة المرتبطة بالكرملين، التي تدخلت أيضا في سوريا.

وتأكدت الأمم المتحدة من أن الحديث عن تطبيق حظرها لدخول السلاح إلى ليبيا الذي فرض قبل ثماني سنوات أصبح "نكتة ممجوجة"، كما سبق أن صرح مبعوثها الخاص إلى ليبيا.

وبحسب محمد الدلاوي الضابط الذي يقاتل ضمن قوات مؤيدة لحكومة الوفاق في طرابلس، فإن تدخل القناصة الروس يحوّل مجرى الحرب بالفعل في ليبيا، وتحدث عن مقتل تسعة من مقاتليه في اليوم السابق بأسلوب مختلف.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمني أوروبي قوله إن الإصابات القاتلة التي سجلت في ليبيا تتطابق مع الإصابات التي تسبب فيها القناصة الروس في شرق أوكرانيا.

وسجلت الصحيفة أن الحرب في ليبيا كانت ضعفت إلى حد كبير في أبريل/نيسان الماضي مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى طرابلس لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام، لكن الجميع فوجئ في اليوم الموالي بهجوم كبير شنه حفتر في محاولة منه للسيطرة على طرابلس.

وأكد مسؤلون عسكريون ليبيون كبار للصحيفة الأميركية أن روسيا تجلب مزيدا من المرتزقة، واشتكوا من أن الغرب لم يفعل شيئا لحماية الحكومة المعترف بها دوليا.

وقالت الصحيفة إن روسيا طبعت ملايين الدولارات من العملة الليبية وأرسلتها إلى حفتر، وأنشأت قاعدة في غرب مصر لتقديم المساعدة التقنية والعسكرية له.

وأضافت أن سيطرة قوات حفتر على طرابلس يتطلب دعما روسيا أكبر من الاكتفاء بإرسال مئات المرتزقة، لكن من خلال تدخلها سجلت موسكو نفسها رقما أساسيا في أي مفاوضات قادمة حول مستقبل ليبيا، بحسب ما أكده خبراء للصحيفة.

وكان المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة قد أكد أن توقف التدخل الأجنبي عن تسليح الفصائل المتناحرة سينجح مساعي الليبيين في وقف المعارك الطاحنة.

المصدر : نيويورك تايمز