إدانات دولية.. واشنطن تعلن رسميا الانسحاب من اتفاقية المناخ
أعلنت الولايات المتحدة رسميا بدء عملية انسحابها من اتفاقية باريس حول المناخ مما دفع بعدة دول إلى التعبير عن أسفها وقلقها إزاء هذه الخطوة، وخصوصا الصين وفرنسا وروسيا.
وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو -في بيان- أن بلاده بدأت الاثنين عملية الانسحاب من اتفاقية باريس، وأنه طبقا لبنود الاتفاقية "أبلغت الولايات المتحدة رسميا الأمم المتحدة انسحابها من الاتفاقية. وستدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ بعد عام من الإبلاغ".
وقرر الرئيس دونالد ترامب المضي قدما في الانسحاب من الاتفاق على الرغم من الأدلة المتزايدة على حقيقة التغير المناخي وتأثيراته، في وقت سجّلت درجات الحرارة في سبتمبر/أيلول وللشهر الرابع على التوالي معدلات قياسية أو قاربتها.
وفي الأول من يونيو/حزيران 2017 أعلن ترامب أنه "آن الأوان للانسحاب من اتفاقية باريس.. انتخبت لتمثيل سكان بيتسبرغ وليس باريس".
والولايات المتحدة البلد الوحيد الذي انسحب من الاتفاقية التي وقعتها 197 دولة بما فيها كوريا الشمالية.
وتندرج الخطوة في إطار إستراتيجية أوسع يتبناها ترامب للحد من الروتين المقيد لقطاع الصناعة. لكنها تجيء في توقيت يحث فيه العلماء وكثير من حكومات العالم على اتخاذ إجراء سريع لتفادي الآثار الأسوأ لظاهرة ارتفاع درجات الحرارة.
انتقادات
وأبدى الاتحاد الأوروبي استياءه. وقالت كريستا ميكونن وزيرة البيئة والمناخ في فنلندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بيان "انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس يعني أنه يتعين على الباقين تكثيف التعاون بدرجة أكبر".
وأعربت كل من الصين وفرنسا وروسيا عن الأسف لهذا الإعلان. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ "نأمل أن تتحمل الولايات المتحدة مزيدا من المسؤولية وأن تقوم بالمزيد للإسهام كقوة دفع في عملية التعاون متعدد الأطراف بدلا من إضافة طاقة سلبية".
وأضاف غينغ "نعتقد أن التغيّر المناخي تحد مشترك تواجهه البشرية جمعاء. على كل أفراد الأسرة الدولية التعاون يدا بيد".
كما أعربت باريس أيضا عن أسفها للقرار الأميركي، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة كانت متوقعة قال الرئاسة الفرنسية -في بيان- إنها تأسف للقرار.
وفي روسيا اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف الثلاثاء أن إعلان واشنطن رسميا نيتها الانسحاب "ضربة جدية" لهذه المعاهدة لمكافحة التقلبات المناخية.
ووصفه بأنه يقوض هذه الاتفاقية بشكل جدي للغاية لأنها دولة رائدة في انبعاث الغازات الدفيئة، مضيفا أنه "من الصعب حتى التحدث عن اتفاقية مناخية في غياب أكبر اقتصاد في العالم".
"إهانة للبشرية"
والسبب الرسمي للانسحاب هو أن واشنطن تعتبر الاتفاق ظالما رغم أن فحوى النص تفيد بتحديد الدول بحرية أهدافها لخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وبالتالي الهدف الذي أعلنه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان أقل طموحا من الدول الأخرى.
وفي بيانه، تذرع بومبيو بـ "العبء الاقتصادي غير العادل المفروض على العمال والمؤسسات ودافعي الضرائب الأميركيين".
وأعربت المعارضة الديمقراطية والمنظمات غير الحكومية والخبراء عن الاستياء لانسحاب ثاني دولة ملوثة في العالم، في وقت تبقى فيه الصين ملتزمة بالاتفاقية.
ودان الحزب الديمقراطي هذه الخطوة ووصفها بأنها "إهانة للبشرية". وغرد جو بايدن الخصم المحتمل لترامب في الاقتراع الرئاسي عام 2020 "هذا عار".
وقال السناتور الديمقراطي باتريك ليهي "هذا ليس سوى تطبيق لوعود انتخابية غير منطقية بهدف كسب ود صناعة الطاقة الأحفورية".
وتعهد خصوم ترامب الديمقراطيون بالعودة إلى الاتفاقية، وهذا قد يحصل في حال تولوا زمام الحكم في 20 يناير/كانون الثاني 2021.