بوليتيكو: ترامب منشغل بإجراءات العزل عن مواجهة إيران

U.S. President Donald Trump listens during a meeting with Bahrain Crown Prince Salman bin Hamad Al Khalifa in the Oval Office of the White House in Washington, U.S., September 16, 2019. REUTERS/Al Drago
دوبويتز: ترامب رئيس يتملق الطغاة (رويترز)

حذر مقال بصحيفة "بوليتيكو" الأميركية من أن مرجل العنف والتوترات التي تعصف ببعض المناطق في العالم تنذر بالانفجار وتستدعي الانتباه، في وقت يصارع فيه رئيس الولايات المتحدة من أجل إنقاذ مستقبله السياسي في الداخل.

وذكرت المحررة بالصحيفة نفسها ميريديث ماكغرو من أن ترامب يتعمد -على ما يبدو- انتهاج سيناريو يقوم على صرف انتباه الناس عن التحقيق الذي يجريه مجلس النواب في تجاوزاته السياسية، التي قد تفضي إلى عزله من منصبه في نهاية المطاف.

وأضافت أن منطقة الشرق الأوسط تشهد على امتدادها موجات من احتجاجات ظلت جذوتها متقدة منذ أمد طويل، وقد توصل الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران إلى منعطف يستوجب اتخاذ قرار أو إجراء ما لمواجهتها في الشهور المقبلة، التي يتوقع أن يواجه فيها ترامب محاكمة برلمانية لعزله.

وتطرقت الكاتبة -تحديدا- إلى الاحتجاجات التي تمور بها العراق ولبنان وإيران نفسها؛ ففي إيران، خرجت الجماهير للتعبير عن إحباطها من الأداء الاقتصادي الذي يرزح تحت العقوبات الأميركية، في حين يعترض المتظاهرون في العراق ولبنان على النفوذ الذي تمارسه طهران على حكومة البلدين.

وتعتقد ميريديث ماكغرو أن كل تلك الأحداث تشكل لحظة حاسمة بالنسبة لسياسة واشنطن تجاه طهران، لكنها تستدرك قائلة إن كل تلك التطورات لا تحظى باهتمام كبير في الولايات المتحدة؛ حيث يخشى خبراء السياسة الخارجية من كافة ألوان الطيف السياسي من أن إدارة ترامب والكونغرس مستغرقون تماما في التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس، وفي انتخابات الرئاسة عام 2020.

وتحدث تلك الاضطرابات بالمنطقة في ظل خلفية "مقلقة"؛ فقد شرعت تركيا في إبعاد مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية إلى أوروبا والولايات المتحدة، ويحذر خبراء عسكريون من احتمال عودة التنظيم إلى الواجهة مجددا.

وتتطلع روسيا للعب دور متعاظم في سوريا عقب الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من هناك، وبيع واشنطن طائرات حربية لحلفائها في المنطقة، وتواصل إيران اتخاذ المزيد من الخطوات لاختبار حدود الاتفاق النووي بانتهاك بعض بنوده.

سياسة مرنة
وتنقل ماكغرو عن المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن مارك دوبويتز القول إن "الناس يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية والرخاء، إلا أن لدينا رئيسا يتملق الطغاة، والكونغرس مهتم بالمشاحنات السياسية أكثر من اهتمامه بدعم سياسة الرئيس الخارجية".

ويتفق عدد من خبراء السياسة الخارجية مع هذا الرأي. ويصف الخبير في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية بمؤسسة "هيريتيغ" جيمس كرافانو سياسة إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط بأنها "مرنة جدا"، مضيفا أن الرئيس في وضع جيد يمكنه من التعامل مع النزاعات المستقبلية.

غير أن محللين يحذرون من أن تضييق الخناق على النظام الإيراني قد يدفعه للانتقام في مكان آخر بالمنطقة؛ مما قد يضع الولايات المتحدة تحت ضغط للرد بأكثر من البيانات والعقوبات.

وترى ميريديث ماكغرو في مقالها بمجلة "بوليتيكو" أن العراق هو المكان الذي ترصد منه أميركا سلوك إيران العنيف.

ويزعم مسؤول "رفيع" بإدارة ترامب (لم تذكر كاتبة المقال اسمه) أن الاحتجاجات في الشرق الأوسط مناهضة لإيران "وليست بالضرورة مؤيدة لأميركا".

ولم يتحدث البيت الأبيض كثيرا على الملأ عن احتجاجات العراق، مكتفيا بإصدار بيان واحد في وقت سابق من الشهر الحالي.

وفي معرض تعليقه، اعتبر المسؤول الأميركي الرفيع أن تلك الاحتجاجات تمثل "فرصة عظيمة" للعراق لكنها تأتي في "وقت خطير للغاية".

وأضاف أنه سيكون من العار إذا قررت السلطات هناك تبني النهج الإيراني في قمع المظاهرات بعنف.

وانتقلت ماكغرو للحديث عن مظاهرات لبنان، منوهة إلى أنها خرجت احتجاجا على سوء أداء الحكومة والفساد المستشري والنفوذ الإيراني. وقالت إن ثمة مخاوف من أن يضطلع حزب الله -المدعوم إيران- بدور في تشكيل حكومة جديدة هناك.

من جانبه، يقول المبعوث الأميركي السابق للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بريت ماكغورك إن الشرق الأوسط منطقة قابلة للاشتعال ليس من تلقاء نفسها فحسب، بل لأن السياسة الأميركية لم تضع في الحسبان التداعيات الناجمة عن أفعالها.

المصدر : بوليتيكو + وزارة الدفاع الأميركية