خلافات تهيمن على الجولة الثانية لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية

قال مراسل الجزيرة إن خلافات واسعة هيمنت على الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية المنعقدة بجنيف، وذلك مع فشل المبعوث الدولي في عقد اجتماع بين الكتل الثلاث المشاركة.

وأضاف المراسل أن وفد النظام السوري غادر مبنى الأمم المتحدة وتوجه إلى مقر إقامته، بينما هدد أعضاء في كتلة المجتمع المدني بتعليق مشاركتهم ما لم يوقف النظام السوري قصفه للمدنيين.

وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن وفد النظام غادر مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم الاثنين لأنه لم يحصل على رد بشأن اقتراحه تحديد جدول عمل.

في المقابل، قال المتحدث باسم المعارضة يحيى العريضي إن اللجنة الدستورية لم تنعقد اليوم لعدم وجود اتفاق على البرنامج أو جدول المباحثات.

وأضاف أن رئيس اللجنة الدستورية من جانب الحكومة قدم "شيئا" اعتبره جدولا، يتضمن مكافحة الإرهاب ورفع العقوبات وإدانة ما وصفه بالغزو التركي، واصفا مطالب الحكومة بأنها سياسية.

وذكرت عضوة المعارضة بسمة قضماني أن جانبها اقترح في الأسبوع الماضي جدول أعمال من أجل إجراء مباحثات منظمة، لكنه لم يتلق ردا.

وقالت بسمة لرويترز "الآن يأتي وفد الحكومة بأجندة ويقول إنه يريد بحث المبادئ الوطنية الأساسية كمجموعة من الشروط المسبقة للمباحثات الدستورية".

وأضافت أن المعارضة على استعداد لمناقشة هذه الشروط في إطار العمل الدستوري لا خارجه. وتابعت "الغرض من النهج الذي اقترحه (النظام) هو شراء الوقت".

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن مبعوث المنظمة الدولية الخاص غير بيدرسن اجتمع مع رئيسي اللجنة من النظام والمعارضة، ويواصل مشاوراته بهدف استئناف عملها. وقال دبلوماسي غربي إن "الوضع وصل إلى طريق مسدود".

روسيا تحذر
من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مكتب المبعوث الأممي من مغبة التدخل في عمل اللجنة الدستورية السورية، مشددا على ضرورة تحقيق ما أسماه التمثيل الجغرافي العادل لطاقم عمل البعثة الأممية.

كما دعا لافروف الأمم المتحدة إلى منع محاولات التدخل الخارجي في هذه العملية.

ووصل 45 مندوبا يشكلون اللجنة التي تصيغ الدستور إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم الاثنين. وتضم المجموعة 15 عضوا من كل من الحكومة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني، لكن هؤلاء لم يجتمعوا معا.

وتهدف المحادثات إلى تحقيق تقدم فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه طريق طويل نحو التقارب السياسي تعقبه انتخابات.

لكن خبراء يشككون فيما إذا كان رئيس النظام السوري بشار الأسد سيكون على استعداد لتقديم الكثير في المفاوضات بعدما استعادت قواته المدعومة من روسيا وإيران مساحات كبيرة من الأراضي في هجمات على مقاتلي المعارضة منذ العام 2015.

المصدر : الجزيرة + رويترز