لبنان.. حرق مجسّم "الثورة" واحتفال مختصر بذكرى الاستقلال

شبّ حريق في مجسم كان المحتجون المشاركون في الحراك الشعبي قد وضعوه في ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت
النيران التهمت مجسم الثورة وسط العاصمة بيروت (مواقع التواصل)

شبّ حريق في مجسم كان المحتجون المشاركون في الحراك الشعبي قد وضعوه في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، بينما جرى اختصار حفل ذكرى استقلال البلاد بسبب الأزمة الراهنة.

وقال شهود عيان إن شابا مجهولا رمى مواد حارقة على المجسم، الذي هو على شكل قبضة يد، يرمز إلى ما وصفه المحتجون بالثورة، وما لبث أن اشتعلت فيه النار.

وكان المحتجون قد ثبتوا المجسم في وسط ساحة الشهداء بعد أيام من انطلاق الحراك الاحتجاجي، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. 

في الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة بأن القوى الأمنية أعادت فتح معظم الطرق التي أغلقها محتجون ليلا.

وفي وقت سابق، أقدم الناشطون على قطع طريق جسر الرينغ في بيروت إضافة إلى بعض الطرقات في محافظتي البقاع والشمال، احتجاجا على ما جاء في كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون التي وجهها للبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال.

وجددوا مطالبتهم رئيس البلاد بتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة.

ومنذ خمسة أسابيع، يتظاهر اللبنانيون في الشوارع والساحات ضد الطبقة السياسية، التي يحملونها فسادها وعجزها عن معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، في بلد صغير يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.

‪الرئيس اللبناني ميشال عون يتحدث إلى الشعب بمناسبة ذكرى الاستقلال‬ (الصحافة اللبنانية)
‪الرئيس اللبناني ميشال عون يتحدث إلى الشعب بمناسبة ذكرى الاستقلال‬ (الصحافة اللبنانية)

عرض رمزي
يأتي ذلك بينما أقام الجيش اللبناني عرضا عسكريا رمزيا في مقر وزارة الدفاع في منطقة اليرزة بمحافظة جبل لبنان، بمناسبة الذكرى الـ76 لاستقلال البلاد.

وحضر الحفل رئيسا الجمهورية والبرلمان ميشال عون ونبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، إضافة إلى عدد من الشخصيات الرسمية.

واختصر احتفال الاستقلال هذا العام ونقل إلى مقر وزارة الدفاع بدلا من مكانه المعتاد وسط بيروت، نظرا للأزمة الراهنة التي يعيشها لبنان.

وكان الرئيس اللبناني عون قال في وقت سابق، في كلمة بمناسبة ذكرى استقلال لبنان، إن التناقضات السياسية فرضت التأني في تشكيل الحكومة الجديدة.

وأضاف عون أن التحديات التي تواجه لبنان كبيرة وخطيرة، وأن ذلك يفرض تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب وتطلعاته وتكون على قدر كبير من الإنتاجية.

ورغم سعي السلطة للالتفاف على مطالب المحتجين، يحتفظ المتظاهرون بأملهم في التغيير، وإن كانت وتيرة المظاهرات تراجعت في الأيام الأخيرة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للمواطنين كي يضيئوا ما لديهم من أنوار وشموع في ساحة الشهداء في بيروت وعلى شرفات منازلهم، احتفاء بالاستقلال عند السادسة (16:00 بتوقيت غرينتش) مساء.

وفي مدينة صيدا جنوبا، ينظم المتظاهرون تحركات عدة تحت شعار "الاستقلال ليس فقط عن الانتداب، الاستقلال أيضا عن الظلم والسرقة والفساد والفقر".

المصدر : الجزيرة + وكالات