عيد الاستقلال بلبنان.. المحتجون يحتفلون على طريقتهم والجيش يحذر من استغلال الحراك

اقتصر الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال في لبنان على عرض عسكري رمزي، واحتشد المحتجون في الشوارع احتفالا بـ"الاستقلال الحقيقي" عن السلطة، واتهمت وزارة الدفاع جهات لم تسمها باستغلال الحراك الشعبي لتحقيق مكاسب سياسية.

وبعدما أعلنت السلطات إلغاء العرض العسكري واحتفالات الذكرى الـ76 لاستقلال البلاد، بسبب التوتر والمظاهرات المتواصلة منذ خمسة أسابيع، أقامت قيادة الجيش عرضا رمزيا في مقر وزارة الدفاع بمنطقة اليرزة بمحافظة جبل لبنان، وشارك فيه رئيسا الجمهورية والبرلمان ورئيس الحكومة المستقيل، ووزراء وقادة عسكريون وأمنيون.

واستفاق المتظاهرون صباحا على إقدام مجهول على حرق مجسم لقبضة عملاقة في وسط بيروت يعد "رمز الثورة" منذ انطلاق الحراك الشعبي في 17 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن ذلك لم يثنهم عن تنظيم مسيرات ونشاطات متنوعة في بيروت وصيدا وطرابلس ومدن عدة.

وتحركت المسيرات على وقع أغان وأناشيد وطنية، ورفع المتظاهرون أعلام لبنان وهم يهتفون للاستقلال عن فرقاء الطبقة السياسية الذين يحملهم المحتجون مسؤولية التدهور الاقتصادي والأزمة السياسية.   

‪احتفالات شعبية في شوارع بيروت‬ (رويترز)
‪احتفالات شعبية في شوارع بيروت‬ (رويترز)

تأخر الحكومة
وبعد أسابيع من استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري تحت ضغط الشارع، لم يعين رئيس الجمهورية ميشال عون موعدا لبدء استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد، في ظل انقسام سياسي كبير.

وقال وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال إلياس بو صعب إن هناك من يستغل الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد بغية تحقيق مكاسب سياسية في مفاوضات تشكيل الحكومة، معتبرا أن عدم إعلان الحريري موقفا واضحا من رغبته بتشكيل الحكومة أو الاعتذار عن ذلك هو ما يؤخر تأليفها.

وأضاف بو صعب في تصريح له أن الجيش أثبت أنه يحافظ على الاستقرار، وقد عمل بحرفية لمنع حصول أي تصادم.

من جانبها، أعربت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن عن قلقها على مستقبل البلد ومسار الأمور في ظل غياب قاسم مشترك بين جميع الأطراف.

وأكدت الحسن في تصريح لها أنه ينبغي إجراء حوار بين جميع الأطراف للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة.

وبدوره، قال رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن فريقه السياسي يعيش الاستقلال الفعلي كل يوم ببناء الدولة وحماية الشرعية وعدم الاحتماء بالمليشيات.

وأضاف باسيل في تغريدة على تويتر أنه يؤيد الصادقين ويحرم الاستغلالين من استعمال الشارع، كما أنه يمنع الخارج من فرض أجندته، وفق تعبيره.

وأصدرت نقابة المحامين في بيروت بيانا دعت فيه إلى تطبيق أحكام الدستور والفصل بين السلطات، والتزام الأطر القانونية في تحقيق أي تداول للسلطة دون الوقوع في أي فراغ دستوري.

ورأت النقابة أن السلطة القضائية المستقلة هي الضامن لتنفيذ القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والإثراء غير المشروع واستعادة الأموال المنهوبة، معتبرة إقرار قانون استقلالية القضاء سيمكن القضاء من ممارسة دوره الرقابي.

المصدر : الجزيرة + وكالات