إندبندنت: تجاوزات الجيش البريطاني في العراق وأفغانستان تسلط الضوء على الفشل الكامل

British Army troops take position near a crowd of protesting former Iraqi soldiers after stones were thrown in the southern Iraq city of Basra January 6, 2004. Picture taken January 6, 2004. REUTERS/Atef Hassan/File Photo
جنود بريطانيون في العراق (رويترز)

كتب باتريك كوكبرن في عموده بصحيفة إندبندنت أن المحاولة المزعومة من قبل الحكومة والجيش البريطانيين لإغلاق التحقيقات في التعذيب والقتل بالعراق وأفغانستان تظهر أحدث جانب في رغبة جامحة بالمملكة المتحدة لنسيان كل شيء عن هذه الحروب الفاشلة.

وأشار الكاتب إلى أنه عادة ما ينحى باللائمة على غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003 على رئيس الوزراء السابق توني بلير، وأن هناك اهتماما ضئيلا بالوضع اليائس الذي سقطت فيه القوات البريطانية بعد الغزو في جنوب العراق أولا ثم بعد ثلاث سنوات في ولاية هلمند بأفغانستان.

وذكر كوكبرن أن خطورة الحسابات الخاطئة في كل حالة لا شك فيها، كما كتب السفير البريطاني في كابل آنذاك السير شيراد كوبر كولز في مذكراته أن أسوأ خطأ ارتكبته وزارة الخارجية في الثلاثين عاما الماضية كان غزو العراق، والثاني الأسوأ كان "تأييدها المتحمس لجهد بريطانيا الناقص لاحتلال هلمند في عام 2006".

وأضاف الكاتب أن الادعاء بأن جرائم حرب قد ارتكبت يتماشى مع سجل بريطانيا الكئيب في هذه الصراعات.

وألمح الكاتب إلى ضعف الموقف البريطاني الذي كشفه بالتفصيل تقرير المحقق تشيلكوت في عام 2016، لكن نتائجه حجبت بسبب هوس وسائل الإعلام بإيجاد دليل دامغ يثبت مسؤولية توني بلير.

ووفقا لتقرير تشيلكوت، فإن الإستراتيجية البريطانية الثابتة الوحيدة بين عام 2003 والانسحاب الكامل في عام 2009 كانت "لخفض مستوى القوات المنتشرة"، والقيام بذلك دون الإساءة إلى الولايات المتحدة.

وكانت وسيلة القيام بذلك هي إعادة نشر القوات في أفغانستان التي كان من المفترض أن تكون أكثر أمنا، لكنها حيثما وصلت كانت حركة طالبان تستأنف حرب العصابات الخاصة بها وبعدها قتل 405 من الجنود البريطانيين في السنوات التالية.

وختم كوكبرن مقاله بأنه سيكون من الجيد أن يتحمل المسؤولون عن هذه المغامرات العسكرية الفاشلة مسؤولية أعمالهم.

المصدر : إندبندنت