في خرق قد ينسف الهدنة.. الاحتلال يقصف مواقع لسرايا القدس بغزة

Flame and smoke are seen during an Israeli air strike in the central Gaza Strip September 11, 2019. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa
غارة إسرائيلية ليلية خلال موجة تصعيد سابقة في قطاع غزة (رويترز)

نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة سلسلة من الغارات على مواقع لحركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة، مما يهدد بنسف الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ فجر أمس بعد موجة من القصف الإسرائيلي خلفت عشرات الشهداء والجرحى. 

واستهدفت الغارات مواقع لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في خان يونس ورفح جنوبي القطاع، وقالت وكالة الأناضول للأنباء إنها لم تسفر عن إصابات.

وتحدث ناشطون عن ست غارات خلال نحو نصف ساعة، وأكد جيش الاحتلال في بيان استهداف مواقع للجهاد الإسلامي متذرعا بإطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات القريبة من القطاع.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية وشهود أن الغارات استهدفت مواقع بينها حطين ومهاجر في خان يونس ورفح، مما أسفر عن أضرار مادية بهما.

ويأتي القصف الإسرائيلي رغم أن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت التزامها بالتهدئة الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ منذ الخامسة والنصف فجر أمس الخميس بتوقيت فلسطين.

وقبل بضع ساعات من الغارات الجديدة على مواقع سرايا القدس، قال الجيش الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه بلدات في غلاف غزة، وكان قد تحدث عن إطلاق ستة صواريخ أخرى منذ سريان الهدنة.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح بأن الهدوء الحذر يخيم على القطاع في ظل التحليق المكثف للطائرات المسيرة والمقاتلات الإسرائيلية في أجواء القطاع.

وأشار المراسل إلى أن الفصائل الفلسطينية -وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي- تبدي التزامها الكامل بالتهدئة، وتقول إنها ملتزمة ما التزم الاحتلال بها.

وبدأ التصعيد الإسرائيلي الثلاثاء الماضي باغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا، وبعد ذلك شن طيران الاحتلال غارات واسعة خلفت في الجملة 34 شهيدا بينهم 16 مدنيا من ضمنهم أطفال ورضع، بالإضافة إلى نحو مئة جريح، وفق مصادر طبية ومنظمات حقوقية فلسطينية.

وردا على الغارات الإسرائيلية، أطلقت سرايا القدس الثلاثاء والأربعاء 450 صاروخا نحو أهداف إسرائيلية بعضها يبعد عشرات الكيلومترات عن قطاع غزة، وأجبرت الضربات الصاروخية الآلاف من سكان المستوطنات المتاخمة لغزة على الرحيل أو الاختباء في الملاجئ.

هدنة هشة
ولم يتضح ما إذا كانت الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية أممية قد تصمد طويلا بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت فجر اليوم سرايا القدس.

وينص اتفاق التهدئة على وقف الغارات الإسرائيلية، ووقف استهداف الناشطين واغتيالهم من أي من الفصائل، وكذلك وقف استهداف المدنيين السلميين في مسيرات العودة وكسر الحصار.

وقال مسؤول في حركة الجهاد أمس إن "التوافق على وقف إطلاق النار تم تنفيذه وفقا لشروط المقاومة الفلسطينية التي مثلتها وقادتها حركة الجهاد الإسلامي".

وكان القصف الإسرائيلي قد ركز حصرا على سرايا القدس، في حين أنه تجنب استهداف المواقع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال مراسل الجزيرة أمس إن الحياة في قطاع غزة تعود تدريجيا في ظل هدوء وتوتر في الوقت نفسه، لا سيما أن الأجواء يطغى عليها تشييع جثامين الشهداء وعلاج الجرحى.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسبب التصعيد الإسرائيلي بتدمير 30 وحدة سكنية بشكل كلي و500 بشكل جزئي، وفق وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية في القطاع.

وقالت الوزارة في بيان إن قيمة الخسائر الإجمالية التي لحقت بالمساكن والمنشآت بلغت حوالي مليوني دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات