ترامب عن سحب قواته من سوريا قبل عملية تركية: يكفي الأكراد ما أخذوه

U.S. and Turkish military forces conduct a joint ground patrol inside the security mechanism area in northeast, Syria, October 4, 2019. Picture taken October 4, 2019. U.S. Army/Staff Sgt. Andrew Goedl/Handout via REUTERS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY.
قوات تركية وأميركية تقوم بدوريات مشتركة شمال سوريا يوم الجمعة الماضي ضمن تحضيرات خطة المنطقة الآمنة (رويترز عن الجيش الأميركي)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الوقت قد حان للانسحاب من "الحروب السخيفة التي لا تنتهي" في إشارة إلى الوجود العسكري الأميركي في سوريا، حيث أفادت الأنباء ببدء انسحاب القوات الأميركية من مناطق في شمال شرق سوريا، بالتزامن مع التحضيرات التركية لشن عملية عسكرية لإنشاء "منطقة آمنة".

وكتب ترامب في سلسلة تغريدات على تويتر اليوم الاثنين أن "الولايات المتحدة كان يفترض أن تبقى في سوريا ثلاثين يوما فقط، وذلك قبل عدة سنوات". وأضاف أن القوات الأميركية بقيت وقتا أطول وانخرطت في المعارك دون هدف.

وأوضح الرئيس الأميركي أن مواصلة دعم الوحدات الكردية السورية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة مكلف للغاية، قائلا "الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود".

وتابع قائلا "سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع".

وفي وقت سابق من اليوم نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أميركي قوله إن القوات الأميركية انسحبت من موقعين للمراقبة على الحدود عند بلدتي تل أبيض ورأس العين (شمال شرقي سوريا)، وأبلغت قائد "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد بأن الولايات المتحدة لن تدافع عنها في مواجهة هجوم تركي وشيك.

ووفقا لما نقلته رويترز، سيقتصر الانسحاب الأميركي الأولي من سوريا على منطقة محدودة قريبة من الحدود التركية.

تعزيزات المعارضة السورية
في تلك الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية أرسل تعزيزات عسكرية تضم مقاتلين وآليات ثقيلة إلى النقاط الحدودية مع تركيا، وذلك من أجل المشاركة في العملية العسكرية التركية المرتقبة شرق الفرات.

وأضاف المراسل نقلا عن مصادر عسكرية في الجيش الوطني السوري أن قواته المحتشدة عند الحدود التركية تسلمت معدات وذخائر وتنتظر إشارة البدء للتحرك نحو ميدان المعركة.

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين في أنقرة اليوم الاثنين إن القوات الأميركية بدأت تنسحب من أجزاء في شمال شرق سوريا بعد اتصال هاتفي مع ترامب.

وأضاف أنه يعتزم زيارة واشنطن للقاء ترامب في النصف الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث سيناقشان خططا بشأن "المنطقة الآمنة"، وأشار إلى أن العملية العسكرية التركية في شرق الفرات (شمالي سوريا) قد تنطلق في أي وقت.

طعنة بالظهر
من جانب آخر، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية الولايات المتحدة بخيانتها، وقال المتحدث باسم هذه القوات كينو جبريل في مقابلة تلفزيونية إن "التصريح (الأميركي) الذي صدر اليوم كان مفاجئا ويمكننا القول إنه طعن بالظهر لقوات سوريا الديمقراطية".

وفي السياق نفسه، قال القيادي بقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن القوات الأميركية تركت المنطقة لتتحول إلى منطقة حرب.

وكان البيت الأبيض قد أعلن مساء أمس الأحد عقب الاتصال الهاتفي بين ترامب وأردوغان أن تركيا "ستمضي قريبا في عمليتها التي تخطط لها منذ وقت طويل بشمال سوريا".

وأضاف أن "القوات المسلحة الأميركية لن تدعم أو تشارك في العملية، ولن تبقى في المنطقة بعد أن هزمت خلافة (تنظيم) الدولة الإسلامية".

وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن تركيا ستتولى الآن المسؤولية عن كل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأسرى المحتجزين حاليا في منشآت تابعة لقوات سوريا الديمقراطية إلى الجنوب من المنطقة الآمنة التي اقترحتها أنقرة في بادئ الأمر.

انسحاب خلال أسبوع
وصرح مسؤول تركي بأن الانسحاب الأميركي قد يستغرق أسبوعا، وأن تركيا ستنتظر على الأرجح حتى اكتمال الانسحاب قبل شن أي هجوم.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن خطة "المنطقة الآمنة" التركية تأتي في إطار وحدة الأراضي السورية. وكتب على تويتر أن "المنطقة الآمنة لها هدفان، تأمين حدودنا بطرد العناصر الإرهابية وتحقيق عودة اللاجئين بطريقة آمنة".

وكان الجانبان التركي والأميركي قد اتفقا في أغسطس/آب الماضي على إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا. وقالت أنقرة إن الولايات المتحدة تباطأت كثيرا في إقامة المنطقة وهددت مرارا بشن هجوم منفرد.

وفي الولايات المتحدة، انتقد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام -المقرب من ترامب- قرار الانسحاب من شمال سوريا، ووصفه بالكارثة. وقال إنه سيطرح مشروع قانون في مجلس الشيوخ يدعو لإبطال هذه الخطوة.

المصدر : الجزيرة + وكالات