خبير نووي إسرائيلي: الهجوم على أرامكو يستدعي إغلاق مفاعل ديمونة
وقال عوزي إيفن في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" إن الهجوم على شركة أرامكو السعودية -سواء نفذته إيران مباشرة أو عبر حلفائها الحوثيين- لم يخضع لنقاش عميق وعلني في إسرائيل، رغم خطورة المؤشرات التي يحملها عن قدرات إيران في مواجهة إسرائيل.
وأكد إيفن أن إيران كشفت من خلال هذا العمل أن لديها طائرات مسيرة متطورة جدا بمحركاتها النفاثة وقدرتها على التخفي، بحيث لم تعد تقلّ شأنا عن القدرات الإسرائيلية في هذا المجال.
وقال إن منشآت أرامكو هوجمت بعشرين قذيفة ما بين صاروخ كروز وطائرة مسيرة، مشيرا إلى أن مثل هذه العملية تتطلب درجة عالية من التنسيق والاتصال في الوقت الحقيقي والملاحة المتطورة والدقة في اختيار الهدف، وهو ما ينضاف إلى ما أظهره الإيرانيون من مهارات هائلة عندما تحكموا في طائرة مسيرة أميركية وأنزلوها ليستفيدوا مما بها من تقنيات.
وبخصوص دقة التصويب، قال الخبير إن 17 هدفا في هجوم أرامكو أصيبت بشكل مباشر، أي أن نسبة إصابة القذائف للأهداف بلغت 85%، مما يعني أن التكنولوجيا الإيرانية ذات قدرات عالية، فضلا عن كونها جديرة بالثقة، وهي بذلك تتجاوز دقة هجمات الكروز الأميركية التي تصل 60%، والروسية التي تتطاير صواريخها بعيدا عن أهدافها.
وأضاف أن هذه التكنولوجيا الإيرانية تمكنت من إصابة صهاريج غاز أرامكو في الوسط، وأظهرت الصور أن دقة التصويب كانت مترًا واحدًا، أي أفضل بكثير مما هو ممكن عبر مجرد توجيه الصواريخ بقمر صناعي بسيط أو عبر مسار أرضي محسوب مسبقًا.
ولفت الكاتب إلى أن الجيش السعودي لديه طائرات استطلاع كان يُفترض أن تتمكن من اكتشاف الهجوم الوشيك، وهو ما لم يحدث. كما لم تكتشف الولايات المتحدة ما يدفعها للتشكيك في احتمال شن هجوم وشيك على منشآت أرامكو.
وذكر أن هذا الإخفاق يعود لأحد أمرين: إما أن نظام الدفاع السعودي فشل، أو أن الاتصال بين الصواريخ الإيرانية كان مخفيًا بشكل دقيق ويصعب اكتشافه. وفي كلتا الحالتين، كان هذا الهجوم "ناجحا وفعالا".
التأثير على إسرائيل
وتساءل الخبير إيفن "كيف يؤثر كل هذا على إسرائيل؟"، ليجيب بأن الإيرانيين أظهروا أنهم -هم أو وكلاؤهم- قادرون على ضرب أهداف محددة بدقة كبيرة ومن مسافة مئات الكيلومترات، وهو ما يعني أن "علينا أن نعترف بأننا الآن في إسرائيل عرضة لمثل هذا الهجوم".
وشدد على أن إسرائيل مطالبة في ضوء هذه المستجدات بأن تعد تحضيرات جديدة لمواجهة مثل هذا الاحتمال.
ولخص إيفن بعض الإجراءات الاحترازية التي ينبغي القيام بها، قائلا إنه من دواعي الارتياح أن خزان الأمونيا في حيفا تم تفريغه كليا تقريبا، وإن كان ذلك استغرق 20 عامًا.
كما أنه من الجيد أن محطة وقود "باي غليلوت" (Pi Glilot) حولت بعيدا عن تل أبيب، مشددا إلى أنه من الضروري كذلك دفن خزانات الغاز والوقود تحت الأرض.
لكنه أبرز أن ما يجب فعله أولا، هو إيقاف تشغيل مفاعل ديمونة النووي، إذ ظهرت هشاشته في السابق، ويُحتمل أن يكون ضرره على إسرائيل أكثر من نفعه، على حد تعبير الكاتب وهو أحد العلماء الذين أسسوا هذا المفاعل النووي.