معركة مساءلة ترامب.. الكشف عن مبلغين آخرين وأعضاء بارزون بالحزب الجمهوري ينتقدون الرئيس

تتأهب واشنطن لكشف مزيد من المبلغين عما توصف بتجاوزات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي الوقت الذي يستعد فيه مجلس النواب لبدء تحقيقات تمهيدية لمساءلة ترامب برلمانيا قد تفضي لعزله؛ تتزايد حالة الاستياء داخل الحزب الجمهوري، بعد دعوة ترامب أوكرانيا والصين للتحقيق مع منافسه المحتمل الديمقراطي ونائب الرئيس السابق جو بايدن ونجله هانتر بتهم فساد.

وحسب وسائل إعلام أميركية، فقد كشف محامون يمثلون صاحب الشكوى الأولى التي أدت إلى بدء تحقيقات المحاكمة البرلمانية لترامب، عن وجود مبلغين آخرين من مسؤولي المخابرات، منهم من لديه معلومات مباشرة بشأن مكالمة ترامب التي ضغط فيها على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق بشأن جو بايدن ونجله.

ونقلت شبكة "إي.بي.سي" عن أحد المحامين أن مبلِّغا ثنانيا تحدث بالفعل مع المفتش العام للمخابرات الوطنية، وهو ما قد يشكل إرباكا لإصرار ترامب وحلفائه على التشكيك في مصداقية المبلغ الأول.

كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن احتمال وجود مخبر ثانٍ يملك معلومات ذات طابع مباشر أكثر من المخبر الأول. وذكرت الصحيفة أن المخبر الثاني أيضا عنصر بالاستخبارات، وهو من الأشخاص الذين استجوبهم المفتش العام لأجهزة الاستخبارات مايكل أتكنسون لاستيضاح ما أفاد به زميله لمجلس النواب.

من جانب آخر، أظهرت وثائق سرية -قدمها كيرت فولكر المبعوث السابق إلى أوكرانيا بجلسة مغلقة لمجلس النواب- أن اثنين من كبار الدبلوماسيين سعيا نيابة عن ترامب لإبرام صفقة مع رئيس أوكرانيا لإعادة فتح التحقيق في بلاده بتهم تتعلق بنجل بايدن في ملفات فساد مقابل تحسين العلاقات بين واشنطن وكييف.

انتقاد جمهوري
وتأتي هذه التطورات في وقت تزايدت فيه أصوات الجمهوريين المنتقدين لدعوة ترامب الصين وأوكرانيا لإجراء تحقيقات فساد تتعلق بالمرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن وعائلته.

فقد خرج أعضاء جمهوريون بمجلس الشيوخ، هم: ميت رومني وبين ساس وسوزان كولنز، عن صمتهم، وأعربوا عن قلقلهم إزاء دعوة ترامب للحصول على مساعدة من دول أجنبية لاستهداف خصم سياسي في سعيه للفوز بولاية جديدة في انتخابات العام المقبل. 
     
وأعربت عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري سوزان كولينز عن اعتقادها أن ترامب ارتكب خطأً كبيرا عندما طلب من الصين المشاركة في التحقيق مع خصم سياسي، واعتبرت خلال مؤتمر صحفي أن هذا الأمر غير مناسب مطلقا.

أما السيناتور الجمهوري ميت رومني فاعتبر تصرف ترامب خطأ فادحا وتصرفا شائنا. وسبق أن وصف رومني في تصريحات سابقة ترمب بالمزيـف والمحتال، وأنه يتجه بالولايات المتحدة نحو الهاوية، على حد تعبيره.

هجوم ترامب
لكن ترامب واصل هجومه على منتقديه، مستهدفا هذه المرة السيناتور الجمهوري مت رومني.

وغرد ترامب في حسابه على تويتر بأن رومني "شخص غبي يحاربني منذ البداية"، مضيفا أنه "لو عمل بهذا الحماس أمام (الرئيس السابق باراك) أوباما لفاز بالرئاسة، لكنه للأسف لم يفعل".

وكان رومني خسر انتخابات الرئاسة عام 2012 أمام الديمقراطي أوباما، وانتقد السيناتور الجمهوري الجمعة الماضي طلب الرئيس من الصين التحقيق مع بايدن وهو من أبرز المرشحين الديمقراطيين لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة العام المقبل.

وهجوم ترامب على رومني هو الأول على شخصية جمهورية، بعدما كانت انتقاداته الأيام الماضية محصورة على الحزب الديمقراطي ووسائل إعلام بسبب بدء إجراءات مساءلته بمجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.

وكانت ثلاث لجان رئيسية في مجلس النواب أصدرت مذكرات استدعاءٍ للبيت الأبيض للحصول على وثائق تتعلق بأوكرانيا، وذلك بهدف تحديد الدوافع الحقيقية لقرار إدارة ترامب المفاجئ بتعليق مساعدات بقيمة أربعمئة مليونِ دولار لكييف، وما إن كان ذلك مرتبطا بضغوط على الرئيس الأوكراني لإجراء تحقيقات فساد ضد بايدن ونجله.

بيد أن ترامب لم يمتثل للطلب حتى الآن، تاركا الأمر لفريق محامين خاص به لاتخاذ القرار في هذا الشأن.

واتهم رؤساء لجان الشؤون الخارجية والاستخبارات والرقابة والإصلاح بمجلس النواب الرئيس بالمماطلة، وقالوا إنه اختار مسار التحدي والعرقلة والتستر، كما طلبوا من مايك بنس نائب الرئيس تقديم وثائق مرتبطة بأوكرانيا.

ووفق ما كشف عنه مسرب معلومات، فإن ستة مسؤولين على الأقل في البيت الأبيض لديهم معلومات ذات صلة بقضية أوكرانيا، وهو ما يعني أن دائرة التحقيق قد تتسع.  

المصدر : الجزيرة