وفق اتفاق بوتين وأردوغان.. قوات روسية تدخل عين العرب

قالت مصادر محلية للجزيرة، إن دورية للشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود التابع للنظام السوري تجولت في الريف الغربي لمدينة عين العرب كوباني الخاضعة لسيطرة ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، وذلك وفق اتفاق تركي روسي.

وأوضحت المصادر أن الدورية المشتركة جاءت من مدينة منبج جنوب عين العرب، وتجولت فقط في الريف الغربي للمدينة حتى وصلت إلى مبنى الإذاعة القديم على الحدود السورية التركية، واتخذته نقطة تمركز لها.

من جهتها قالت وزارة الخارجية الروسية إن اتفاق سوتشي ينص على عدم انتشار القوات التركية في منبج وعين العرب، مضيفا أن تسيير الدوريات المشتركة لا جدول زمنيا له.

وأشارت الخارجية إلى أن جميع الأراضي السورية يجب أن تكون خاضعة لسلطة دمشق، وقالت إن موسكو تطالب الولايات المتحدة بإنهاء احتلالها العسكري لمنطقة التنف السورية.

وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا بقمتهما أمس في سوتشي على انسحاب القوات الكردية خلال 150 ساعة إلى عمق ثلاثين كيلومتراً عن الحدود السورية مع تركيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو عقب القمة- إن الإجراء سيتبعه تسيير دوريات مشتركة والتصدي لتسلل العناصر الإرهابية.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه إذا لم ينسحب الأكراد من المناطق المتفق عليها بشمال سوريا، فستُضطر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السوري للانسحاب، مما سيجعل الأكراد يواجهون ضربات الجيش التركي.

وقال بيسكوف إن الولايات المتحدة تخلت عن الأكراد، وفي الواقع خانتهم، وإن الأميركيين يفضلون الآن ترك الأكراد على الحدود وإجبارهم على محاربة الأتراك.

أما وزير الخارجية التركي فقال إن الرئيس الروسي أخبر الرئيس أردوغان بأنه سيحذر وحدات حماية الشعب الكردية من مغبة عدم الانسحاب من الشمال السوري.

وأضاف أوغلو -في تصريحات اليوم في أنقرة- أنه في حال إصرار الوحدات الكردية على الرفض فإنها ستواجه الجيش التركي بمفردها.

كما أكد أن نظيره الأميركي مايك بومبيو اتصل به -بتعليمات من الرئيس دونالد ترامب- وأكد له انسحاب وحدات الحماية الكردية وفقا لاتفاق أنقرة وواشنطن.

وأضاف أوغلو أنه أخبر بومبيو بأن الجيش التركي لن يتردد في قتل أي عنصر من الوحدات الكردية سيعثر عليه في المنطقة المتفق عليها.

في هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية -ضمن الاتفاق مع روسيا في سوتشي- بدء الإجراءات المشتركة بين البلدين بشأن المنطقة الآمنة في شمال سوريا.

وجاء ذلك على لسان المتحدثة باسم الوزارة ناديدا شبنم أكتوب التي قالت إنه لم يعد هناك داع لتنفيذ عملية جديدة بهذه المرحلة خارج نطاق العملية الحالية (نبع السلام) في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع موسكو.

وأضافت المتحدثة التركية: ستبدأ اعتبارا من اليوم الإجراءات المشتركة في إطار الاتفاق بين الرئيس ونظيره الروسي.

مواقف دولية
الرئيس الأميركي من جانبه قال اليوم إنه تم إحراز نجاح كبير على الحدود التركية السورية، وإقامة منطقة آمنة وإرساء وقف إطلاق النار.

وأضاف "مهامنا القتالية انتهت وأصبح الأكراد آمنين وتم تأمين عناصر تنظيم الدولة المعتقلين".

ورحبت إيران بالاتفاق الروسي التركي، وقالت الخارجية اليوم إن اتفاق نشر قواتهما في شمال شرق سوريا خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في هذا البلد.

ووفقا لاتفاق أُبرم أمس ووصفته موسكو وأنقرة بأنه انتصار، ستتحرك قوات سورية وروسية إلى شمال شرق البلاد لإخلاء المنطقة الحدودية مع تركيا –بعمق ثلاثين كيلومترا- من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية وأسلحتهم، على أن تتم عملية انسحاب المسلحين الأكراد خلال 150 ساعة.

وينص الاتفاق على أن موسكو وأنقرة ستطلقان جهوداً مشتركة بهدف "تسهيل عودة اللاجئين بشكل آمن وطوعي" ولا سيما أن نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا.

يُشار إلى أن القوات التركية أطلقت في التاسع من الشهر الجاري عملية "نبع السلام" في شمال شرقي سوريا، بهدف منع إقامة "ممر إرهابي" على حدودها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين.

المصدر : الجزيرة + وكالات