خصمان يتوخيان الحذر.. تركيا وسوريا تجريان اتصالات سرية لتجنب الصدام

A Turkish military vehicle is pictured in the Turkish-Syrian border town of Akcakale, Turkey, October 20, 2019. REUTERS/StoyanÊNenov
مصادر تقول إن التواصل التركي مع الجانب السوري يتم غالبا بوساطة روسية (رويترز)

رغم عداء أنقرة وخصومتها للرئيس السوري بشار الأسد منذ فترة طويلة فإن مسؤولين أتراكا يقولون إن بلادهم تجري عبر قنوات سرية اتصالات مع الحكومة السورية، لتفادي المواجهة المباشرة في شمال شرق سوريا حيث ينشر الجانبان قواتهما.

ويدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضين المسلحين الذين حاربوا لإسقاط الأسد، ووصف أردوغان الأسد بأنه "إرهابي"، ودعا إلى الإطاحة به من الحكم.

لكن روسيا وإيران حليفتي الأسد ساعدتاه في قلب دفة الصراع، ومع انسحاب القوات الأميركية الآن من شمال شرق سوريا تندفع قوات الأسد المدعومة من روسيا عائدة إلى المنطقة بعد أن دخلتها القوات التركية من جهة الشمال.

ويقول ثلاثة مسؤولين أتراك إن الجانبين أقاما -مدفوعيْن بالحرص والحذر- قنوات اتصال، سواء في شكل اتصالات عسكرية ومخابراتية مباشرة أو بطريق الرسائل غير المباشرة عبر روسيا للحد من خطر المواجهة.

وقال مسؤول أمني تركي لرويترز "نحن على اتصال مع سوريا بشأن المسائل العسكرية والمخابراتية منذ فترة لتجنب أي مشاكل في الميدان".

الوسيط الروسي
وأضاف أن أول اتصال أجري كان بشأن حالة تصعيد في شمال غرب سوريا، وهي حالة منفصلة عما يجري في الشمال الشرقي الآن، وذلك عندما شنت قوات سورية مدعومة من روسيا في وقت سابق من هذا العام هجوما في إدلب التي تنتشر فيها قوات تركية.

وأشار المسؤول إلى أن "التواصل مع سوريا يتم إلى حد كبير عبر روسيا، لكن هذا الاتصال كان يُجرى بشكل مباشر بين تركيا وسوريا في بعض الأحيان، لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة بين الجنود السوريين والأتراك".

وفي الوقت الذي تصر فيه الحكومة التركية على عدم حدوث أي تغيير في موقفها من الأسد، تعكس الاتصالات الأمنية مع دمشق حقيقة آخذة في التنامي ولا يمكن لأنقرة تجاهلها، وهي استعادة الرئيس السوري سيطرته على البلاد.

ويشير موقف روسيا كوسيط أيضا إلى الدور المركزي الذي تلعبه موسكو -وهي أقوى حلفاء الأسد- في سوريا منذ أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيسحب قواته من شمال سوريا.

ومن المقرر أن يجتمع أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات من المحتمل أن تحدد ملامح الخطوات المقبلة في شمال شرق سوريا.

من جانبه، قال الكرملين إنه يأمل إن يتمكن الرئيس التركي من تزويد بوتين بمعلومات عن خطط بلاده في شمال سوريا خلال اجتماعهما بجنوب روسيا اليوم.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن لدى الرئيسين الكثير لمناقشته فيما يتعلق بسوريا، وإن موسكو لاحظت ما وصفه بتبادل البيانات الحادة بين الولايات المتحدة وتركيا.

وحين سئل عن فكرة وزيرة الدفاع الألمانية إقامة منطقة أمنية تخضع لإشراف دولي في شمال سوريا وبمشاركة تركيا وروسيا، قال بيسكوف إن الكرملين سيدرس ما وصفها بالفكرة الجديدة.

المصدر : رويترز