مقال بنيويورك تايمز: على الشعب الأميركي النزول إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجه على سياسات ترامب
وأطلق الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز تايمز الأميركية ديفد ليونهارت على الاحتجاجات التي يدعو لها اسم "مسيرة الأميركيين" تيمنا بأول مسيرة نظمتها نسوة في الولايات المتحدة وعدد من عواصم العالم ضد ترامب بعد يوم واحد من توليه المنصب.
وناشد ليونهارت الأميركيين الخروج بالملايين إلى الشوارع في مسيرة سلمية لدعوة الرئيس ترامب إلى التنحي، مضيفا أن الأوان قد حان لتنظيم حملة شعبية أشد ضراوة تستهدف داعميه داخل الكونغرس وتستحضر حملة إنقاذ قانون الرعاية الصحية المعروف إعلاميا باسم "أوباما كير" في عنفوانها.
وقال إن التحقيقات التي يجريها مجلس النواب الأميركي بهدف عزل ترامب بلغت مرحلة أصبحت فيها بحاجة إلى دور من خارج الكونغرس.
وأضاف أن الدور الداخلي سيفضي على الأرجح إلى تمكن الديمقراطيين من عزل ترامب، في حين سيبرئ الجمهوريون في مجلس الشيوخ ساحته، أما هو فسيزعم أنه بريء.
بيد أن رئاسة ترامب باتت من السوء لحد جعل الأميركيين يقبلون بذلك الواقع دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة تغييره، بحسب ديفد ليونهارت.
تجنب أعمال العنف
"انظر إلى ما حدث الأسبوع الماضي وحده" يقول الكاتب، ثم يتابع واصفا ما يجري في تركيا وسوريا بأنه كارثة من كوارث السياسة الخارجية التي صنعها ترامب "دون سبب واضح".
حدث ما حدث من ترامب بينما شهد العديد من مسؤولي إدارته بأنه يعتبر الدبوماسية إلى حد كبير وسيلة للمضي قدما في تحقيق مصالحه الشخصية.
على أن كاتب المقال يقر مع ذلك بأن فرص عزل ترامب من منصبه تبدو باهتة وأشبه بما كان عليه الحال في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مع فرص إنقاذ خطة أوباما كير.
ومن شأن الحركات الاحتجاجية -كما يرى ليونهارت- أن تنبه مزيدا الأميركيين إلى خطورة الوضع، وبإمكانها أن تحشد "التقدميين، ومن شأنها كذلك أن تضع الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس في مواجهة خوفهم وجبنهم.
ويستشهد ليونهارت في تعزيز وجهة نظره بما قالته المؤرخة ل. أ. كوفمان من أن "الاحتجاجات تتكلل بالنجاح لكن ليس دائما بطبيعة الحال بل في أغلب الأحيان، وبالذات عندما تكون الجماعات على استعداد للتحلي بالشجاعة في تكتيكاتها والمثابرة في منهاج عملها في إطار من الانضباط الشامل القائم على تجنب أعمال العنف".
وينقل عن ماثيو إغليسياس المدون والصحفي الأميركي ومؤسس موقع فوكس الإخباري أن الاحتجاجات الشعبية "تحمل في طياتها رسالة قوية لبقية المجتمع بأن شيئا ما غير عادي يحدث".
والتقط ليونهارت تصريح إغليسياس هذا ليقول إن الاحتجاج اليوم ربما يكون أهم بكثير من الأمس، ذلك أن المؤسسات النخبوية كالأحزاب السياسية وأجهزة الإعلام الوطنية -التي ساعدت في الماضي على الإطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون- أضحت في الوقت الراهن أضعف مما كانت عليه آنذاك.
ويخلص المقال إلى أن أي حركة احتجاجية جديدة يمكنها استثارة الأميركيين لإلحاق الهزيمة بترامب حتى لو كان مجلس الشيوخ لا يزال يراهن على براءته.
ويؤكد الكاتب في الختام أن الولايات المتحدة في أزمة، إلا أنها أزمة "تبدو عادية حتى الآن".