تركيا تملأ الفراغ.. إيران ليست سعيدة بانسحاب أميركا من سوريا

U.S military vehicles and Kurdish fighters from the People's Protection Units (YPG) drive in the town of Darbasiya next to the Turkish border, Syria April 28, 2017. REUTERS/Rodi Said
آليات عسكرية أميركية تعبر بلدة الدرباسية السورية قرب الحدود التركية منتصف 2017 (رويترز)

يقول الكاتب راي تاكيا إن إيران ليست سعيدة وهي ترى الولايات المتحدة تنسحب من سوريا، بل إنها منزعجة لأن تركيا هي التي ستملأ الفراغ في البلاد.

ويضيف تاكيا -الخبير في الشأن الإيراني والباحث في مجلس العلاقات الخارجية ومقره بواشنطن- أن البعض يرى أن إيران هي المستفيدة من الفوضى الأخيرة بالشرق الأوسط إثر إعلان دونالد ترامب سحب قواته من شمالي سوريا وما تبعه من تدخل عسكري تركي.

غير أن المسؤولين الإيرانيين قلقون بشأن كل ما يحدث حولهم، إذ إن الحرب الأهلية السورية المستمرة كانت تعمل لصالح طهران.

ويوضح أن الحرب في سوريا مكنت الإيرانيين من توطيد علاقاتهم مع رئيس النظام السوري بشار الأسد ومع المليشيات الكردية المعارضة له في اللحظة نفسها، وحيث أوجد الدعم الأميركي الأخير للأكراد نوعا من التوازن بين الجانبين.

طموحات وسيطرة
ويشير إلى أن بشار الأسد كان يحلم بتوحيد سوريا رغم وضعه غير المستقر، غير أن حلفاءه الإيرانيين نصحوه منذ فترة طويلة بتخفيض سقف طموحاته وتوطيد سلطته في الأراضي التي يسيطر عليها.

وفي ظل دعم الولايات المتحدة للأكراد في سوريا، فقد تعين على الأسد اتباع نصيحة إيران أو المخاطرة بحرب أوسع لا يستطيع تحملها.

وأما بعد انسحاب الولايات المتحدة واضطرار المليشيات الكردية للتحالف مع الأسد، فلم يعد أمامه الآن سوى القليل للتمكن من الاستيلاء على 40% من البلاد الواقعة خارج سيطرته.

غير أن الكاتب يستدرك بالقول إنه بعد ما يقرب من عقد من الحرب، فإن النظام السوري منهك، وإن أي محاولة من جانبه للسيطرة على المزيد من الأراضي من شأنها تعريض مكاسبه الحالية للخطر.

حرب أطول
ويقول إنه إذا ما غرق الأسد في حرب أطول وأغلى، فإنه سيتعين على طهران أن تخصص موارد كبرى لهذا الصراع في وقت يعاني فيه اقتصادها بسبب العقوبات وسوء الإدارة.

ويقول إن تركيا تعد قوة هائلة في منطقة مليئة بالدول الضعيفة والفاشلة، وإن لدى أنقرة طموحاتها الخاصة في الشرق الأوسط.

ويضيف أن إيران على خلاف مع السعودية وأنها متورطة في صراع طائفي مكلف في جميع أنحاء المنطقة، وأن تدخل تركيا في سوريا سيعقد مخططات إيران في بلاد الشام.

ويلفت الكاتب إلى أن إيران أقامت علاقات طيبة مع القوات الكردية وأنها نظرت إلى المنطقة العازلة في شمالي سوريا على أنها تحقق نقطة مراقبة هامة على حدود تركيا، غير أنه يتم دفع الأكراد عنها في ظل الانسحاب الأميركي والتقدم التركي.

قلق إيراني
ويشير إلى أن القادة الإيرانيين، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف، حثوا تركيا على عدم التدخل في سوريا، وأن آية الله أحمد خاتمي إمام صلاة الجمعة في طهران أعرب عن مخاوف بلاده، وحذر تركيا من الوقوع في الفخ الأميركي خشية أن تجد نفسها في مستنقع شبيه بالمأزق السعودي في اليمن.

ويضيف أن إيران أجرت مناورات عسكرية على طول حدودها مع تركيا قبل فترة وجيزة من التدخل التركي في سوريا، وهو ما اعتبره رسالة لأنقرة.

ويرى الكاتب أنه مع انسحاب الولايات المتحدة، فإن محاولات إيران الإقناع لن تؤثر كثيرا في القرار التركي، إذ إن تركيا ستكون أكثر قوة في سوريا والأسد سيكون أكثر تهورا، وأما الأكراد فسيكونون ضعافا إلى حد كبير، فضلا عن احتمال عودة تنظيم الدولة الإسلامية من جديد.

ويختم بالقول إنه لا شيء من كل هذا يعد سارا بالنسبة لإيران التي كانت تأمل في تحقيق مكاسب تدريجية في بلاد الشام من خلال إبقاء الصراع السوري حيا.

المصدر : الجزيرة + وول ستريت جورنال