لمنح النفط للأكراد وحماية إسرائيل.. خطة أميركية لإبقاء قوات في سوريا

A convoy of U.S. vehicles is seen after withdrawing from northern Syria, on the outskirts of Dohuk, Iraq, October 21, 2019. REUTERS/Ari Jalal
نحو 100 مدرعة تخرج من الحسكة السورية وتعبر الحدود نحو محافظة دهوك شمالي العراق (رويترز)

قالت مصادر بواشنطن إن الرئيس دونالد ترامب يدرس السماح ببقاء 200 جندي في شرقي سوريا، في حين تواصل القوات الأميركية انسحابها من سوريا لشمال العراق، وألمح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى الاستفادة من النفط هناك لصالح القوات الكردية و"لحماية إسرائيل".

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحيفة نيويورك تايمز إن ترامب سيقبل خطة لوزارة الدفاع (البنتاغون) تقضي بإبقاء 200 جندي شرقي سوريا قرب الحدود مع العراق وذلك لسببين، أولهما مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، والثاني منع وقوع مناطق النفط في أيدي النظام وروسيا.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن ثلاثة مسؤولين في الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع أكدوا انكباب صناع القرار في واشنطن على دراسة هذا الخيار.

واقتبس ترامب في تغريدة على تويتر تصريحات لوزير الدفاع مارك إسبر قال فيها إن اتفاق وقف إطلاق النار متماسك بشكل عام في شمال شرق سوريا رغم الاشتباكات المتقطعة التي تنتهي سريعا، مضيفا في الاقتباس أن الجنود الأميركيين ليسوا في مناطق القتال أو الخاضعة للاتفاق، وأن الولايات المتحدة عملت على تأمين النفط، ومؤكدا في نهاية تغريدته على إنهاء "الحروب اللامنتهية".

وأواخر العام الماضي، أعلن ترامب قرارا فوريا لسحب قرابة 2000 جندي من سوريا، ثم أمر بعد فترة قصيرة بسحبهم على مراحل.

وقبل أسبوعين، أعلن ترامب مجددا أن بلاده ستسحب جنودها البالغ عددهم نحو 1000 جندي، ثم ألمح وزير الدفاع إلى أنهم سيتوجهون إلى غربي العراق.

انسحاب
وبدأت القوات الأميركية اليوم الانسحاب من قواعدها في الشدادي وجبل عبد العزيز واستراحة الوزير ومن نقطتي هيمو والسجن العسكريتين في محافظة الحسكة السورية ونقلتها إلى قاعدة تل بيدر شمالي غربي المحافظة، ثم عبرت الحدود نحو محافظة دهوك شمالي العراق.

وأفادت مصادر لوكالة الأناضول أن القوات الأميركية قصفت قاعدة جبل عبد العزيز من الجو الذي كان يحتوي على رادارات، بعد الانسحاب منها.

ويأتي ذلك بعد أيام من انسحاب القوات الأميركية من مدن الرقة ومنبج وعين العرب وعين عيسى شمالي سوريا.

وقال وزير الدفاع الأميركي اليوم للصحفيين إن من بين الخيارات التي تجري مناقشتها إبقاء بعض القوات في شمال شرق سوريا لضمان عدم سيطرة تنظيم الدولة أو جهات أخرى على النفط، مضيفا أنه لم يقدم هذا الاقتراح بعد لكن مهمة وزارة الدفاع هي بحث كافة الخيارات.

 

وتحتفظ الولايات المتحدة بقرابة 125 جندي في منطقة التنف السورية على المثلث الحدودي مع العراق والأردن. 

‪غراهام: هدفنا الأساسي من كل هذا هو حماية إسرائيل‬ (الفرنسية)
‪غراهام: هدفنا الأساسي من كل هذا هو حماية إسرائيل‬ (الفرنسية)

حماية إسرائيل
من جهة أخرى، قال ليندسي غراهام خلال لقائه مع شبكة فوكس نيوز إن طرح ترامب فيما يتعلق بالتعامل مع حقول النفط في سوريا قد يدر عوائد للمنطقة ويولد دخلا يمكن من خلاله دفع تكاليف التزام الولايات المتحدة في سوريا، ملمحا إلى استعداد ترامب لاستخدام القوات الجوية الأميركية "كي لا يخرج مقاتلو تنظيم الدولة من مخابئهم".

وأضاف السيناتور الجمهوري البارز "أعتقد أننا على وشك الإقدام على مشروع مشترك بيننا وبين قوات سوريا الديمقراطية لتحديث حقول النفط وضمان أنها هي التي تحصل على الإيرادات وليس إيران أو نظام بشار الأسد، وهدفنا الأساسي من كل هذا هو حماية إسرائيل".

واعتبر غراهام أن جهود ترامب عززت تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل يضمن أمن تركيا وأمن الأكراد واحتواء مقاتلي تنظيم الدولة، وتابع "يزداد تفاؤلي بأننا نستطيع التوصل إلى بعض الحلول التاريخية التي استعصت علينا لسنوات إذا لعبنا أوراقنا على الوجه الصحيح". 

من ناحية أخرى، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية في إسرائيل عن مسؤول وصفته بالكبير في وحدات حماية الشعب الكردية أنه "يجب على إسرائيل أن تمارس ضغوطا على إدارة ترامب للإبقاء على قواتها في شمال شرق سوريا".

وأضاف المسؤول الكردي "فيما عدا هذا، لا يوجد ما يمكن لإسرائيل أن تفعله لمساعدتنا الآن".

المصدر : الجزيرة + وكالات