العراق.. ذخيرة حية وحظر تجوال واستنفار أمني لمواجهة الاحتجاجات الحاشدة

قالت مصادر في الشرطة العراقية إن قوات مكافحة الإرهاب استخدمت الذخيرة الحية والغاز المدمع اليوم الأربعاء لمنع محتجين من اقتحام مطار بغداد بالتوازي مع إعلان فرض حظر التجول في مدن الناصرية والعمارة والحلة بجنوبي البلاد، وسط تجدد احتجاجات مناهضة للحكومة تحولت إلى العنف وانتشرت في أنحاء البلاد. 

وذكرت المصادر العراقية أن المتظاهرين أحرقوا إطارات السيارات قرب مدخل مطار بغداد وحاولوا اقتحامه. واشتبك المحتجون مع قوات الأمن، وفي بعض الأنحاء أحرقوا مباني حكومية وحزبية.

ولقي خمسة أشخاص حتفهم في وقت سابق الأربعاء وأصيب أكثر من 200 في تجدد الاشتباكات في سائر أنحاء البلاد في أكبر تعبير عن الغضب العام حتى الآن ضد حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي منذ توليها السلطة قبل عام.

محتجون أكدوا استخدام الذخيرة الحية والغاز المدمع ضدهم (رويترز)
محتجون أكدوا استخدام الذخيرة الحية والغاز المدمع ضدهم (رويترز)

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية حالة التأهب القصوى في البلاد "للحفاظ على سيادة الدولة والمنشآت الحكومة والأهداف الحيوية"، وذلك بعد أن اتسعت المظاهرات التي تشهدها البلاد لليوم الثاني لتشمل إلى جانب العاصمة بغداد مدنا عدة بينها بعقوبة (شرق) وكركوك (شمال) وبابل وكربلاء والديوانية والمثنى والبصرة وذي قار (جنوب).

 
ويأتي اتساع المظاهرات رغم الاستنفار الكثيف للقوات الأمنية والقطع الجزئي لخدمة الإنترنت وإغلاق بعض الطرق العامة.
 
وقال مراسل الجزيرة في بغداد إن عشرات من المتظاهرين أغلقوا الطريق المؤدي إلى مطار بغداد الدولي غربي العاصمة العراقية.

وكانت مصادر قد أفادت للجزيرة بتجدد المظاهرات في ساحة السنك القريبة من ساحة التحرير وسط بغداد.

وفي بعقوبة مركز محافظ ديالى (شرق بغداد)، قالت مصادر محلية إن مئات تظاهروا مرددين شعارات تندد بالفساد وتدعو إلى إصلاح المؤسسات.

وفي محافظة كركوك، قالت مصادر من المحافظة إن عشرات تظاهروا قرب ديوان المحافظة شمالي البلاد.

وأفادت مصادر محلية عراقية بأن قوات أمنية بمحافظة المثنى (جنوب) اعتقلت نحو عشرين متظاهرا بعد احتجاجات غاضبة أمام مقرات الأحزاب.

‪متظاهرون يحملون زميلا لهم بعد إصابته في بغداد‬ (رويترز)
‪متظاهرون يحملون زميلا لهم بعد إصابته في بغداد‬ (رويترز)

وأضافت المفوضية أن المظاهرات سلمية وأن مطالبها مشروعة وأن المفوضية رصدت تعاملا سلبيا من قوات الأمن من خلال استخدامها العنف المفرط وعدم احترامها مبادئ حقوق الإنسان.

ودعت المفوضية البرلمان العراقي لعقد اجتماع طارئ لمحاسبة الجهات الأمنية المسؤولة عن إدارة هذا الملف.

من جانبه أكد مجلس الأمن الوطني العراقي برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، حرية التظاهر والتعبير والمطالب المشروعة للمتظاهرين.

كما أعرب المجلس في الوقت نفسه عن استنكاره لما دعاها الأعمال التخريبية التي رافقت هذه المظاهرات، مؤكدا اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

مطالب
ويطالب المتظاهرون بتوفير الخدمات، وتحسين الواقع المعيشي، وتوفير الوظائف للعاطلين، والقضاء على ظاهرتي البطالة والفساد المالي والإداري في دوائر الدولة ومؤسساتها.

 وكان الرئيس العراقي برهم صالح دعا مساء أمس الثلاثاء لتلبية مطالب المتظاهرين بالإصلاح وتوفير فرص العمل.

وأكد صالح في تغريدة له على تويتر أن التظاهر السلمي حق مكفول، وأن القوات العراقية مكلفة بحماية حقوق المواطنين.

تشييع ضحية لاحتجاجات أمس في بغداد (رويترز)
تشييع ضحية لاحتجاجات أمس في بغداد (رويترز)

دعوة للتحقيق
من جهتها، وجهت رئاسة مجلس النواب الأربعاء بفتح تحقيق في الأحداث التي رافقت المظاهرات، وقالت في بيان إنها دعت لجنتي الأمن والدفاع وحقوق الإنسان النيابيتين لفتح تحقيق في الأحداث التي رافقت المظاهرات يوم الثلاثاء في ساحة التحرير.

بدوره، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الرئاسات الثلاث في العراق إلى فتح تحقيق عادل في مقتل متظاهرين وإصابة مئات خلال المظاهرات التي شهدتها بغداد.

وكان الصدر انتقد في بيان مقتضب الإجراءات الأمنية ضد المتظاهرين، مشددا على أن هيبة الدولة لا تكون على حساب الشعب والفقراء.

المصدر : الجزيرة + وكالات