أثار مخاوف من انبعاثه.. ما حقيقة فرار منسوبين لتنظيم الدولة من شمال سوريا؟

صورة لمخيم عين عيسى متداول انترنت
صورة لمخيم عين عيسى (مواقع التواصل)

عدنان الحسين-الحدود السورية التركية

أثارت أخبار نشرتها الإدارة الذاتية التابعة لما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية عن هروب نحو 785 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعائلات لمقاتلي التنظيم من سجن ومخيم تديره في بلدة عين عيسى شمال شرقي سوريا إثر ما سمته بقصف تركي، قلق العديد من الدول والمؤسسات الحقوقية من انبعاث التنظيم من جديد.

كما أعلنت وكالة أعماق الخميس أن عناصر تنظيم الدولة تمكنوا من إخراج عدد من النساء التابعات لهم من خلال هجمات على مواقع غربي الرقة.

وقد طرح ما أعلنته الإدارة الذاتية وهي الجسم السياسي لقوات سوريا الديمقراطية كثيرا من التساؤلات عن كيف تمكن هذا العدد الكبير من مقاتلي التنظيم من الهروب من بلدة عين عيسى غربي الرقة، رغم عدم وصول المعارك إلى داخلها ورغم عدم تعرضها لأي قصف سواء من الجيش التركي أو من قوات المعارضة السورية بحسب شهادات من داخل المخيم.

 

‪إحدى المناطق ببلدة عين عيسى‬ (مواقع التواصل)
‪إحدى المناطق ببلدة عين عيسى‬ (مواقع التواصل)

مغادرة الحراس
وأكدت مصادر للجزيرة نت من داخل مخيم عين عيسى أن حراس المخيم من عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" حزموا أمتعتهم فجر يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وأبلغوا كل قاطنيه بأنهم لم يعودوا مكلفين بحمايته وحراسته، وأن القوات القادمة سترتكب فظائع بهم، ما دفع الكثير من قاطني المخيم لحزم ما يستطيعون من أمتعتهم والفرار خارجه.

وقالت المصادر إن عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" توجهوا لبلدة عين عيسى وتركوا حراسة المخيم الذي يضم نحو عشرة آلاف مدني بينهم نحو ألف من أطفال ونساء لعناصر من تنظيم الدولة ما دفعهم للفرار باتجاه مناطق متفرقة.

ومن جهته، أكد مصدر من قوات قوات سوريا الديمقراطية – رفض الكشف عن اسمه- "أن عناصر تابعة لهذه القوات بناء على أوامر من قيادة وحدات حماية الشعب في مدينة عين العرب كوباني قاموا بإحراق سجن البلدة الذي يضم سبعين عنصرا من تنظيم الدولة وفتح أبوابه أمام السجناء بحجة أن قصفا تركيًّا استهدف السجن والمخيم". 

وأشار المصدر إلى "أن منسوبي قوات سوريا الديمقراطية انسحبوا تماما بعد حرق المقرات في ذات اليوم باتجاه الرقة، قبل أن يعودوا في اليوم التالي للبلدة بعد هروب عدد كبير من قاطني المخيم وكل السجناء من داخل السجن، ليبدوأ بالبحث عن الفارين من عوائل تنظيم الدولة وبالفعل أمسكوا ببعضهم".

وأكدت المصادر أن هروب عوائل مقاتلي تنظيم الدولة من المخيم تم بصورة منظمة وبتسهيل من عناصر الحراسة وقوات سوريا الديمقراطية في المنطقة.

وتقول فاطمة عز الدين إحدى القاطنات في المخيم للجزيرة نت "إن المخيم لم يتعرض لأي قصف أو هجوم، والذي حدث فقط أن الحراس أبلغوهم أنهم سيتركون حراسته، مما جعلنا جميعا في ذعر وخوف واضطررنا لترك المخيم والهروب باتجاه القرى المحيطة ثم عاد الحراس من قوات سوريا الديمقراطية في اليوم التالي وكأن شيئا لم يكن".

وتوضح عز الدين أن المخيم كان يحوي نحو مئتي عائلة بينها عشرات العوائل الأجنبية من فرنسيين وبريطانيين وأوزبك وشيشان وجنسيات عربية وآسيوية مختلفة وبعضهم لا يزال في القرى المحيطة.


وترتبط هذه المعلومات بمعلومات متقاطعة نقلتها مصادر أخرى بعضها من داخل قوات سوريا الديمقراطية وتشير إلى أن العملية تمت بتسهيل من قوات سوريا الديمقراطية، وقد علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ذلك بالقول إن الأكراد ربما أطلقوا سراح مقاتلي التنظيم لإشراكهم في الحرب.

نفي كردي
وفي المقابل، نفى الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو كبرائيل في حديث للجزيرة نت أن تكون قوات سوريا الديمقراطية هي من تسببت في هروب ساكني المخيم والسجناء، وقال "إن الحديث عن عملية تسهيل هروب أمر خاطئ تماما، فقد تم قصف المخيم من قبل الفصائل العاملة مع الجيش التركي بالهاون، وهذا سهل هروب أفراد عائلات تنظيم الدولة".

وحول الاتهامات بتسهيل الهروب رفض كبرائيل إعطاء تفسيرات أخرى واكتفى بأن هذه المعلومات غير صحيحة رغم تأكيدات من ناشطين أن المخيم لم يتعرض لقصف ولم يسقط أي ضحايا.

ومن جهتها، ذكرت منصة (تأكد) المختصة في تفنيد الأخبار حول سوريا في أحد تقاريرها أن قوات سوريا الديمقراطية سهّلت فرار عائلات التنظيم من المخيم الذي يقطنون به وذلك عبر مصادر ولقاءات مع نازحين داخل المخيم.

وتضم مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) سجونا عدة لعناصر تنظيم الدولة، أبرزها سجنا مخيم الهول وسجن الشدادي بريف الحسكة والسجن المركزي في قاعدة رميلان قرب الحسكة وما زالت تحت إشراف قوات أميركية وبريطانية محدودة.

ووفقا للباحث في مركز راسام للدراسات الإستراتيجية حاتم الفلاحي، فإن وجود أي تهديد من تنظيم الدولة يعني بالضرورة وجود تدخل أوروبي وأميركي تحت غطاء التحالف الدولي لمواجهة التنظيم، وهو ما يستلزم من هذه الدول دعم قوات سوريا الديمقراطية.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن كثيرا من قيادات قوات سوريا الديمقراطية ترى أن تهديد تنظيم الدولة لم ينتهِ وما زال قائما وذلك لإحراج الولايات المتحدة الأميركية ودفعها لمواجهة العملية العسكرية التركية وإحراج تركيا أيضا والإيحاء بأنها تسببت في هروب جزء من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم.

المصدر : الجزيرة