وفد أميركي إلى أنقرة.. التحالف الدولي ينسحب من منبج والمعارضة تتقدم

أعلنت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة انسحابها من مدينة منبج، وقالت إنها تنفذ انسحابا مدروسا من شمال شرقي سوريا، بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نائبه مايك بنس سيترأس وفدا إلى تركيا الأربعاء لبحث عملية "نبع السلام" التركية.

من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات النظام السوري سيطرت على ألف كيلومتر مربع حول مدينة منبج.

وكانت مصادر محلية للجزيرة قد قالت إن عربات للشرطة العسكرية الروسية دخلت المدينة التي كانت تخضع لسيطرة ما تعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" في ريف حلب الشرقي.

وعلى صعيد متصل، قال مسؤول أميركي إن طائرات عسكرية أميركية حلقت في استعراض للقوة في سوريا لتفريق قوات مدعومة من تركيا قرب جنود أميركيين، حسب قوله.

وأفادت مصادر للجزيرة بأن نحو ثماني عربات عسكرية أميركية تمركزت على طرفي جسر "قرة قوزاق" في ريف منبج الشرقي، لمنع قوات النظام من الانتقال إلى مدينة عين العرب (كوباني) شرق نهر الفرات.

وقالت المصادر إن التمركز الأميركي على الجسر جاء بعد تمركز نقاط للنظام السوري في ريف منبج الشرقي على الجهة المقابلة للقوات الأميركية على نهر الفرات. كما نشر النظام قوات له في ريف منبج الشمالي.

يذكر أن جسر "قرة قوزاق" يبعد عن مدينة عين العرب كوباني، أهم معاقل ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، نحو 25 كيلومترا.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي أحمد سليمان أن قوات سوريا الديمقراطية ستدخل مع الجيش السوري في آلية أمنية مشتركة، في إطار صفقة مع دمشق.

وقال سليمان إن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية لا يحتاجون إلى سحب عناصرهم من المناطق الواقعة في شمال البلاد، التي ما زالت تحت سيطرتهم.

وقال سليمان لوكالة "سبوتنيك" إنه "لم يتم الإعلان عن الاتفاق رسميا من قبل الطرفين، وكذلك الجانب الروسي الذي يقود المفاوضات بين الطرفين".

ومع ذلك، فإن الاتفاق العسكري يتمحور حول آليات مشتركة لمنع استمرار ما وصفه بالعدوان التركي في الجزء الشرقي من نهر الفرات.

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية ستكون جزءا من منظومة الدفاع السوري، الأمر الذي سيعتمد على طبيعة نشر قوات الجيش السوري.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على 11 قرية في محيط مدينتي تل أبيض ورأس العين شرق الفرات شمالي سوريا.

وكانت مصادر للجزيرة قد أكدت أن الاشتباكات تجددت بين قوات المعارضة وبين ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في عدد من أحياء رأس العين بريف الحسكة الغربي.

ونقل المراسل عن مصادر في المعارضة السورية المسلحة قولها إن عناصر ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية يعتمدون على أنفاق حفروها تحت المدينة في مواجهاتهم مع المعارضة السورية المسلحة، وعلى القناصين المنتشرين في حي الكنائس حيث تتحصن هذه القوات.

‪ترامب أعلن أنه سيرسل نائبه على رأس وفد إلى تركيا لبحث عملية
‪ترامب أعلن أنه سيرسل نائبه على رأس وفد إلى تركيا لبحث عملية "نبع السلام"‬ (رويترز)

وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن بنس سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس ليحثه على وقف إطلاق النار على الحدود السورية تمهيدا للتوصل إلى تسوية عبر المفاوضات.

وأضاف البيان أن بنس سيوضح لأردوغان أن العقوبات الأميركية لن ترفع عن تركيا إلا بعد وقف القتال والتوصل إلى تسوية. 

وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير بالخارجية الأميركية قوله إن هدف واشنطن الأول هو السعي عبر الدبلوماسية لوقف إطلاق النار بسوريا.

وأضاف أن جميع القوات الأميركية خرجت من منبج السورية الآن. وأكد المسؤول الأميركي أنه لم تسجل أي عمليات هرب كبيرة ناجحة للمحتجزين من تنظيم الدولة في سوريا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تسيطر على المجال الجوي في شمال شرقي سوريا.

من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن ترامب سمح لتركيا بالتدخل في سوريا، وإنه أصدر بيانا صحفيا أعلن فيه "بكل فخر الغزو التركي"، حسب تعبير السيناتور.

وأضاف ميرفي -في تغريدة على تويتر- أن "ترامب فرش الورود على الأرض للترحيب بالأتراك"، وقال إنه من الجنون دعوة تركيا للغزو ثم معاقبتها على ذلك.

مواقف روسية
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن بيان للجيش الروسي أن وزيري الدفاع الروسي والأميركي بحثا الوضع في سوريا في اتصال هاتفي.

من جانبه، قال مبعوث الكرملين إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف الثلاثاء إنه ليس من حق تركيا أن تنشر قواتها بشكل دائم في سوريا.

وأضاف أنه وفقا لاتفاقات سابقة فإن بوسع الجيش التركي التوغل لمسافة تتراوح بين خمسة وعشرة كيلومترات فحسب داخل الأراضي السورية.

وتابع قائلا إن "موسكو لا توافق على العملية العسكرية التركية في سوريا".

المصدر : الجزيرة + وكالات