قوات النظام تدعم الأكراد وتركيا ترسل تعزيزات إلى منبج وعين العرب
اقتربت قوات النظام السوري اليوم الاثنين من الحدود مع تركيا تطبيقا للاتفاق الذي أعلنت الإدارة الذاتية الكردية أنها توصلت له مع دمشق، في حين أرسل الجيش التركي وقوات المعارضة السورية تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة منبج غربي الفرات بريف حلب الشرقي.
وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن وحدات من الجيش السوري دخلت بلدة تل تمر الواقعة على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من رأس العين في محافظة الحسكة، واقتربت على نحو ستة كيلومترات من الحدود التركية، وأن العلم السوري رفع على عدد من المؤسسات في مدينتي القامشلي والحسكة.
وفي مناطق حدودية أخرى، انتشرت وحدات من قوات النظام مزودة بدبابات وآليات ثقيلة في محيط مدينة منبج وكذلك قرب مدينتي الطبقة وعين عيسى.
في المقابل، نقل مراسل الجزيرة عن المعارضة السورية أن قواتها ستتقدم إلى مدينة منبج إذا وصلت أرتال عسكرية للنظام إلى المدينة.
يشار إلى أن منبج تقع غربي نهر الفرات، ولم تنفذ تركيا ولا المعارضة أي عملية عسكرية فيها ضمن عملية نبع السلام التي تركزت بين مدينتي رأس العين وتل أبيض شرقي نهر الفرات شمالي سوريا.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا أعلنت أنها اتفقت مع النظام السوري على نشر قواته على امتداد الحدود السورية التركية لصد ما وصفته بـ"العدوان التركي"، وقال التلفزيون السوري إن وحدات عسكرية بدأت التحرك نحو الشمال.
وقال مسؤول قوات الدفاع في الإدارة الذاتية الكردية عصمت شيخ حسن إن الإدارة توصلت إلى اتفاق مع روسيا يقضي بتسليم مدينة عين العرب (كوباني) إلى النظام السوري، مضيفا أنه من المتوقع دخول قوات النظام السوري الليلة إلى المدينة.
من جهته، قال ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي إن بلاده ماضية في عمليتها العسكرية "نبع السلام" رغم ما أعلن عن اتفاق بين ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري يسمح بدخول قوات النظام إلى مناطق الشمال الشرقي لسوريا.
مطالبات بوقف العملية
سياسيا، طالبت كل من فرنسا وألمانيا تركيا بوقف العملية العسكرية ضد ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في مناطق شمال شرقي سوريا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب القمة التي جمعته بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في باريس إن هذه العملية العسكرية تسببت في وضع إنساني لا يمكن تحمله، وزادت مخاطر عودة تنظيم الدولة الإسلامية.
من جانبها، قالت ميركل إنها تحدثت مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأبلغته بضرورة وضع حد للعملية العسكرية.
وفي سياق متصل، قالت الرئاسة الفرنسية عقب اجتماع عاجل للحكومة إن فرنسا ستتخذ إجراءات في الساعات المقبلة لضمان سلامة جيشها وأفرادها المدنيين في شمال شرقي سوريا.
ولدى فرنسا قوات خاصة في المنطقة في إطار مشاركتها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة.
ومنذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تنفذ القوات التركية مع قوات "الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة عملية عسكرية أطلق عليها "نبع السلام"، لطرد الوحدات الكردية من المناطق الحدودية الواقعة شرق نهر الفرات شمال سوريا، وإقامة "منطقة آمنة" تقول أنقرة إنها ستعمل على إسكان اللاجئين السوريين فيها.