رمال الشمال السوري المتحركة.. القوات الأميركية تلقت أمرا بالمغادرة وفرنسا تدرس الانسحاب

U.S forces on their military vehicle drive in the town of Darbasiya next to the Turkish border, Syria April 28, 2017. REUTERS/Rodi Said
كافة القوات الأميركية في شمال سوريا، والتي يبلغ عددها نحو ألف عنصر، تلقت أوامر بمغادرة البلاد (رويترز)

أفادت مصادر إعلامية بأن القوات الأميركية في شمال سوريا تلقت أمرا بمغادرة البلاد، بعد أيام على انطلاق العملية العسكرية التركية، في حين تدرس فرنسا الخيار ذاته بعد القرار الأميركي.

وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية الاثنين إن كافة القوات الأميركية في شمال سوريا، والتي يبلغ عددها نحو ألف عنصر، تلقت أوامر بمغادرة البلاد، في ظلّ الهجوم التركي على القوات الكردية في المنطقة.

وأكد المسؤول -الذي رفض الكشف عن هويته- "نقوم بتنفيذ هذا الأمر". وأشار إلى أنه يشمل "كل" العسكريين المنتشرين في سوريا، "ما عدا المتواجدين في قاعدة التنف العسكرية في جنوب البلاد، والتي تضم نحو 150 عسكريا أميركيا".

وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أعلن الأحد أن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سوريا، من دون أن يوضح إذا كانوا سيغادرون البلاد أم سيتم فقط إخراجهم من المناطق التي تشهد معارك بين القوات التركية والوحدات الكردية التي تصنفها تركيا إرهابية.

وكان ترامب أعلن الاثنين أن بلاده لن تنخرط في حرب جديدة، وكتب على تويتر "كان (قرارا) ذكيا جدا عدم الانخراط في القتال العنيف على طول الحدود التركية، بعكس ما يحدث عادة".

وأضاف "الأكراد وتركيا يتقاتلان منذ عدة سنوات.. قد يريد آخرون الدخول في القتال مع أحد الطرفين، فليفعلوا ذلك! نحن نراقب الوضع عن كثب".

وألمح الرئيس الأميركي إلى أن الأكراد يطلقون بشكل متعمد سراح "بعض" السجناء من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، لدفع الولايات المتحدة إلى مواصلة تدخلها في شمال شرق سوريا.

خيارات فرنسية محدودة
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر لوكالة الصحافة الفرنسية أن فرنسا قد لا تجد أمامها خيارا سوى سحب قواتها من التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا بعد قرار الرئيس الأميركي سحب قوات بلاده من تلك المنطقة.

وتسهم باريس بنحو ألف جندي في التحالف في سوريا والعراق، وتقول مصادر عسكرية إن من بين هؤلاء نحو مئتين من عناصر القوات الخاصة في شمال سوريا.

ورغم أن الحكومة الفرنسية لم تؤكد رسميا وجود القوات الخاصة في سوريا، فإن الرئيس إيمانويل ماكرون اعترف ضمنيا بوجودهم هناك عقب اجتماع مع مسؤولي الدفاع الفرنسيين الأحد.

وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي في باريس برئاسة ماكرون أنه سيتم اتخاذ إجراءات "لضمان سلامة العاملين الفرنسيين العسكريين والمدنيين الموجودين في المنطقة".

كما أعلنت فرنسا أنها ستتخذ خطوات لتعزيز الأمن القومي.

ورفض المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية كشف مزيد من التفاصيل عن الإعلان لأسباب أمنية.

وصرح مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية "لم نخف مطلقا حقيقة أن الدول التي لها وحدات عسكرية صغيرة لن تكون قادرة على البقاء في حال انسحاب الولايات المتحدة".

وذكرت صحيفة "تايمز" الأسبوع الماضي أن بريطانيا مستعدة كذلك لسحب قواتها الخاصة العاملة في شمال سوريا في حال انسحاب القوات الأميركية.

المصدر : الجزيرة + وكالات