موقع أميركي: هل تستطيع روسيا لعب دور الوسيط في الخليج العربي؟

Russian President Vladimir Putin shakes hands with Saudi Deputy Crown Prince and Defence Minister Mohammed bin Salman during a meeting at the Kremlin in Moscow, Russia, May 30, 2017. REUTERS/Pavel Golovkin/Pool
بوتين سبق أن التقى محمد بن سلمان في موسكو منتصف 2017 (رويترز)

يقول تقرير نشره موقع "لوب لوغ" إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب مرارا -أثناء مقابلة مع صحيفة سعودية- عن دعم روسيا لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وأثنى على قدرة السعودية على التأثير في مستقبل سوريا.

ويشير الكاتب صموئيل راماني في تقريره بالموقع إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة للرياض الأسبوع المقبل، ويقول إن مقابلة لافروف أثارت تكهنات مفادها أن بوتين سيثير مسألة عضوية سوريا في الجامعة العربية مع المسؤولين السعوديين.

وعلى الرغم من أن السعودية رفضت استئناف العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فإن صناع القرار الروس ما زالوا ينظرون بتفاؤل إلى خطاب الرياض المعتدل بشأن سوريا منذ أوائل العام 2018.

ففي مارس/آذار 2018، صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن الأسد يظل زعيما لسوريا. وفي أغسطس/آب التالي، أبلغ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نظيره الروسي أن الرياض ستتعاون مع موسكو في عملية السلام السورية.

تصريحات وقرار
ويضيف الكاتب أن هذه التصريحات -إلى جانب قرار اثنين من أقرب حلفاء السعودية وهما البحرين والإمارات- لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، دفعت روسيا إلى تكثيف تواصلها مع الرياض حول عضوية سوريا في الجامعة العربية. ومع جهود التوعية الروسية وتعبير الرياض عن تضامنها مع دمشق ضد التوغلات العسكرية التركية، فمن غير المرجح أن تغير السعودية رأيها بهذا الشأن.

ويوضح أنه نظرا لأن السعودية أصرّت على عدم وجود مجال للتوصل إلى تسوية بشأن الحرب في سوريا إلا بعد أن يتم طرد المليشيات الإيرانية من الجنوب السوري، فإن صناع القرار السعوديين يخشون أن يؤدي تغيير موقفهم بشأن الأسد إلى إقناع إيران بفعالية إستراتيجية المقاومة القصوى التي تعتمدها.

ويتابع أنه يُحتمل أن يحول انعدام الثقة بين السعودية وحكومة الأسد دون تطبيع حقيقي بين البلدين.

من جهته، قال السفير السابق لروسيا في السعودية أندريه باكلانوف للموقع ذاته إن بشار الأسد يعتبر جهود السعودية للإطاحة بحكومته خيانة، لا سيما بعدما ساندت دمشق الرياض خلال حرب الخليج عام 1991.

أسباب إستراتيجية
وفي سياق متصل، ترى مصر أن مشاريع التشييد والهندسة في سوريا قد تكون مربحة، كما أنها ترحب بدخول السعودية إلى السوق السورية. وتتخذ الإمارات أيضا خطوات للاستثمار في عملية إعادة الإعمار بسوريا، حيث التقى وفد سوري مع كبار المستثمرين الإماراتيين في دبي خلال يناير/كانون الثاني الماضي وسافرت مجموعة كبيرة من رجال الأعمال الإماراتيين إلى دمشق يوم 30 أغسطس/آب الماضي.  

ويشير الكاتب إلى أن دعم عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية سيكون أيضا وسيلة فعالة تسمح للسعودية بتعزيز علاقتها مع روسيا، وأن استقرار ميثاق "أوبك بلس" لضبط أسعار النفط واهتمام صندوق الاستثمار المباشر الروسي المباشر بالتعاون مع الشركات السعودية، يؤكدان على قيمة روسيا كشريك دولي محتمل للسعودية.

ويضيف أنه رغم احتمال أن يحث بوتين السعودية على تطبيع العلاقات مع سوريا ويسوّق لدور روسيا كوسيط محتمل للحوار مع إيران، فإن موسكو ستناضل لتأمين دعم الرياض الفوري لعودة الأسد إلى جامعة الدول العربية.

ويقول الكاتب إنه لأسباب إستراتيجية، يمكن أن يتفق موقف السعودية مع الموقف الروسي، ولكن طالما أن الرياض وطهران تتبعان نهجا صفريا فيما يتعلق بالدبلوماسية الإقليمية، فقد لا يؤدي التحول في السياسة السعودية تجاه سوريا إلى تقديم تنازلات من الطرفين أو إلى التخفيف من حدة التوترات في الخليج.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية