عملية نبع السلام بسوريا.. روسيا والناتو يعربان عن القلق وتركيا تطالب حلفاءها بالتضامن

Mevlut Cavusoglu - Jens Stoltenberg Press Conference in Istanbul- - ISTANBUL, TURKEY - OCTOBER 11: Minister of Foreign Affairs of Turkey, Mevlut Cavusoglu and NATO Secretary General Jens Stoltenberg hold a joint press conference after their meeting at Dolmabahce Palace in Istanbul, Turkey on October 11, 2019.
أمين حلف الناتو مع وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي مشترك بإسطنبول (الأناضول)

أعربت روسيا عن قلقها من احتمال عدم قدرة تركيا على السيطرة بشمال سوريا وفرار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المعتقلين، كما أعرب حلف شمال الأطلسي عن "مخاوف جدية" من العملية العسكرية التركية، في حين طالبت تركيا حلفاءها بتفهم موقفها.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن هناك خطر حقيقي نتيجة العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا يكمن في فرار مقاتلي تنظيم الدولة المعتقلين في معسكرات تديرها الفصائل الكردية في سوريا.

وخلال مشاركته في قمة رابطة الدول المستقلة بتركمنستان، أعرب بوتين عن عدم تأكده من قدرة الجيش التركي على السيطرة على هذا الوضع بسرعة، مؤكدا على ضرورة تحشيد جهود الأجهزة المنية لدول الرابطة لمنع ظهور خطر حقيقي جديد متمثل بانتقال مقاتلي تنظيم الدولة من سوريا إلى أراضي الرابطة.  

‪آثار القصف التركي على مدينة تل أبيض الحدودية السورية‬ (وكالة الأناضول)
‪آثار القصف التركي على مدينة تل أبيض الحدودية السورية‬ (وكالة الأناضول)

الناتو
من جهة أخرى، أجرى أمين حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ مباحثات في إسطنبول مع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، ثم عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا، حيث أعرب ستولتنبرغ عن "مخاوف جدّية" بشأن العملية الجارية بشمال سوريا وخطر تسببها بزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقال ستولتنبرغ إنه شارك مخاوف الناتو بشأن العملية العسكرية مع الوزير التركي، مضيفا أن الحلف ملتزم بالحفاظ على أمن تركيا وأنه يتوقع منها التحلي بضبط النفس.

وقال أيضا إنه يجب عدم السماح بفرار مقاتلي تنظيم الدولة من سوريا. وردا على سؤال يتعلق بوحدات حماية الشعب، أوضح ستولتنبرغ أنه لا يوجد اتفاق بين حلفاء الناتو بشأن تقييم الوحدات.

أما وزير الخارجية التركي فقال إن عملية "نبع السلام" التي أطلقتها بلاده في سوريا "تهدف لإنهاء خطر الإرهاب قرب حدود تركيا والتي تشكل حدود الناتو الجنوبية الشرقية، وهي مهمة للغاية في هذا الصدد بالنسبة إلى أمن دول الحلف".

واتهم الوزير المليشيات الكردية بأنها تهاجم الأقلية المسيحية في المنطقة ثم تزعم بأن الأتراك هم المهاجمون، في محاولة للبحث عن دعم من العالم المسيحي بشكل خاص.

وأضاف جاويش أوغلو "لا يكفي إبداء تفهم مخاوف تركيا بل نريد تضامنا واضحا معنا.. تضامن حلفائنا معنا أمر طبيعي وقانوني وذلك في إطار مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة".

وأوضح الوزير التركي أنه قدم معلومات عن العملية العسكرية التركية إلى ستولتنبرغ، معتبرا أن تركيا تعرضت لحملات دعائية فاشلة لتشويه عملياتها السابقة من قبل الوحدات الكردية.

من جهة أخرى، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أثناء وجوده في نيقوسيا بقبرص اليوم الجمعة إنه يتعين على تركيا تفهم مخاوف الاتحاد الأوروبي من أن تؤدي عمليتها في سوريا إلى كارثة إنسانية.

وأضاف "لن نقبل أبدا استغلال اللاجئين كسلاح واستخدامهم لابتزازنا. تهديدات الرئيس أردوغان أمس في غير محلها بالمرة".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية صباح الجمعة مقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة بالاشتباكات، وأكدت أن عدد القتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية وصل إلى 277 منذ بداية عملية "نبع السلام" الأربعاء، من بينهم 49 قتيلا سقطوا الليلة الماضية، في حين قال مراسل الجزيرة إن ستة من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا أيضا.

المصدر : الجزيرة + وكالات