شتاء لبنان.. موسم سنوي لمعاناة اللاجئين السوريين

صورة نشرتها وكالة خطوة الإخبارية لمخيم في عرسال
صورة نشرتها وكالة خطوة الإخبارية لمخيم في عرسال
أحمد دعدوش-الجزيرة نت
 
تتجدد في مثل هذا الوقت من كل عام مأساة آلاف اللاجئين السوريين في لبنان، فرغم أن ظروفهم القاسية لا تسر الحال ولا تبشر بأمل قريب طوال العام، فإن السيول والثلوج تجعل من فصل الشتاء موسما لعذاب إضافي ما زالوا عاجزين عن تفاديه.
 
ويتداول ناشطون سوريون منذ أيام صورا لخيام لاجئين في لبنان بعد أن اخترقتها مياه الأمطار والوحل، كما تراكمت الثلوج على مخيمات أخرى، وسط مناشدات يومية لإيجاد حل نهائي.

ويتوزع معظم اللاجئين على عشرات المخيمات في محافظة البقاع، التي تضم بلدة عرسال الجبلية، إضافة إلى قضاء عكار التابع لمحافظة طرابلس شمالا، وتحاذي جميع هذه المناطق الحدود مع سوريا.



عرسال تستغيث
وقال الناشط أبو الهدى الحمصي للجزيرة نت إنه عاش ثلاث سنوات في مخيمات عرسال وجرّب المعاناة بنفسه، مما دفعه منذ ذلك الحين إلى إطلاق حملة على تويتر تحت وسم #عرسال_تستغيث، وهي الحملة التي أعاد إطلاقها قبل أربعة أيام مع تجدد العاصفة الثلجية.

‪الحمصي أطلق حملة على تويتر لإغاثة اللاجئين‬ (الجزيرة)
‪الحمصي أطلق حملة على تويتر لإغاثة اللاجئين‬ (الجزيرة)

وأضاف "يجب أن تنتهي هذه المأساة المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، فاللاجئون لا تتوفر لهم فرص عمل، ويعانون في خيامهم من ثلوج في الشتاء وحرارة حارقة في الصيف".

وأوضح الحمصي الذي انتقل مؤخرا إلى شمال سوريا، أن قيمة الإيجار السنوي لإقامة المخيم تبلغ نحو خمسة آلاف دولار، وتقتطع قيمة الإيجار من المعونات التي تقدمها الأمم المتحدة.

وللوقوف على الواقع الميداني، تواصلت الجزيرة نت مع أحد اللاجئين في عرسال، فأصر على إخفاء اسمه خشية تعرضه للملاحقة والاعتقال، مشيرا إلى أن حزب الله وأنصاره من مؤيدي النظام السوري يسيطرون على تلك المنطقة القريبة من الحدود مع سوريا.

وأوضح اللاجئ أن عرسال ترتفع عن سطح البحر نحو 1500 متر، وطبيعتها جرداء قاحلة، مما يجعل طقسها في الشتاء أشد قسوة من مناطق أخرى.

وناشد اللاجئ في رسالة إلكترونية المنظمات الإغاثية في الدول العربية والإسلامية إغاثتهم، مؤكدا أن اللاجئين في حاجة عاجلة إلى وقود للتدفئة وأغطية ومواد غذائية وطبية.



محاولات الإغاثة
على الصعيد الرسمي، قال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري للجزيرة نت إن واقع المخيمات سيئ نتيجة للعاصفة الثلجية، موضحا أن نحو أربعين خيمة تهدمت أو تضررت جزئيا، مما اضطر ساكنيها للانتقال إلى المخيمات المجاورة أو لدى أقاربهم.

وأقر الحجيري بوجود نقص في مادة المازوت المخصصة للتدفئة، لكنه أكد عدم حدوث وفيات بسبب الأحوال المناخية.

من جهتها قالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد إن العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان تسببت في تضرر 66 مخيما على الأقل، موضحة أنه تم نقل حوالي ثلاثمئة شخص من المخيمات إلى مراكز إيواء في المدارس والجوامع.

وأضافت ليزا في حديث للجزيرة نت أن المفوضية بدأت قبل أشهر عدة بتوزيع المساعدات النقدية المخصصة لفصل الشتاء على 166 ألف عائلة، كما تم توزيع الأغطية على المخيمات، لكن الحاجة الملحة حاليا هي سحب المياه التي غمرت المخيمات.

وأكدت المتحدثة الأممية أن المفوضية فعّلت خطة الاستجابة الطارئة بالتعاون مع البلديات والوزارات المختصة والجمعيات المحلية.

‪‬ مخيم في عكار تضرر من الأمطار والفيضانات(الجزيرة)
‪‬ مخيم في عكار تضرر من الأمطار والفيضانات(الجزيرة)

مخيمات عكار
أما في شمالي لبنان، فقال الناشط السوري نادر السيد للجزيرة نت إنه قرر فتح أبواب مركز حروف التعليمي الذي يقدم خدماته للاجئين في عكار كي يؤوي أكبر عدد ممكن من المتضررين، ريثما يتم إصلاح خيامهم.

وأوضح السيد أن أكثر من 19 مخيما في عكار تضررت من الأمطار والفيضانات، وأن حوالي 150 عائلة باتت بلا مأوى.

وأشار الناشط إلى الجهود التي تبذلها جمعيات أهلية عدة والبلديات والمفوضية الأممية، إلا أنه يرى أنها لا تغطي الحاجة الفعلية لإصلاح الأضرار.

وبدوره، قال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة للجزيرة نت إن السيول غمرت خمسة مخيمات في عكار، مضيفا أن فرق الصليب الأحمر أخلت نحو سبعمئة شخص إلى مخيمات أخرى.

وأشار كتانة إلى أنه تم توزيع الأغطية على المتضررين بالتعاون مع جمعيات محلية ومفوضية شؤون اللاجئين، مؤكدا جاهزيتهم للتدخل في عمليات الإنقاذ والإغاثة بكل المناطق.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي