لينا خان.. المحامية التي ترتعد منها أمازون

صورة للمحامية الأميركية لينا خان - صورة من يوتيوب
لينا خان: تأثير أمازون يجب تقييمه على المدى الطويل على مستوى الهيمنة على السوق وحتى على المجتمع (يوتيوب)
"الاحتكار والتفكيك أو منع الاحتكار" كلمات يبدو وكأنها تأتي من عصر آخر لولا أنها ألهمت محامية أميركية لامعة تدعى لينا خان عام 2018 أفكارا جعلت شركة التوزيع الضخمة أمازون تواجه خطر التفكيك.

 
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن هذا الموضوع بدأ في عام 2017 عندما نشرت لينا خان البالغة من العمر 27 عاما في مجلة أكاديمية غامضة مقالا بعنوان "مفارقة مكافحة الاحتكار لأمازون"، أعطت فيه الصورة الكاملة عن القوة اللامحدودة للشركة.
وقالت الصحيفة إن المقال نال اهتمام ملايين القراء، والأهم من ذلك أن المحامية بفضله حصلت على مرتبة الشرف عند صحيفة نيويورك تايمز عام 2018، بالإضافة إلى مقعد في لجنة التجارة الفيدرالية، وهي الجهة الأميركية المنظمة لحماية المستهلك.
وأشارت لوفيغارو إلى أن أفكار خان هزت السياسة التنظيمية الحالية، تقول خان في مقالها "أثناء دراسة تاريخ مكافحة الاحتكار ونموذج أمازون، أدركت أن هناك العديد من النقاط العمياء في الطريقة التي نفكر بها في التنظيم".
وأضافت المحامية متحدثة للوفيغارو أن هذه النقاط المظلمة تعود إلى التغير الأيديولوجي الذي حدث منذ نحو أربعين سنة تحت حافز الليبراليين الأميركيين المتطرفين، وبعد أن كانت مكافحة الاحتكار قبل الثمانينيات مهتمة بالمحافظة على المنافسة العادلة في السوق، فإن الفلسفة المعاصرة تهتم أولا بالفوائد الفورية أو عدم إراحة المستهلك.
وتوضح الصحيفة أن الهدف الرئيسي من هذه الفلسفة هو إبقاء الأسعار عند مستوى مقبول، متبعة نهجا ترى المحامية أنه هو الذي أدى إلى تجاهل مخاطر نموذج أمازون، تقول خان "من حيث التكلفة وكفاءة الخدمة فإن أمازون رائعة".
وتقول المحامية إن تأثير أمازون يجب أيضا تقييمه على المدى الطويل على مستوى الهيمنة على السوق وحتى على المجتمع، تقول "لقد أصبحت أمازون رائدة في كيفية الاستفادة من قوتها الاقتصادية للحصول على قرارات سياسية مفيدة لها".
وتضيف أن الشركة تستفيد من "مزايا ضريبية كبيرة على أساس وعد زائف بإنشاء فرص عمل، غالبا ما تكون قصيرة الأجل وتخلق عدم الاستقرار مع أجور منخفضة وظروف عمل سيئة"، وتوضح المحامية "أن إستراتيجية أمازون من حيث الضرائب هي التي جعلت منها مؤسسة عملاقة، كما أنها في الوقت نفسه هي التي تمنع اليوم أي منافس من العمل معها على قدم المساواة".
 

‪شعار أمازون‬  (رويترز)
‪شعار أمازون‬ (رويترز)
قلق مجلس الشيوخ
وتقول الصحيفة إن فكرة كون أمازون تعيق القدرة التنافسية والابتكار في كل قطاع تتسرب إليه، تكتسب المزيد من الاهتمام، في بلد قانونه حرية المبادرة، مما يدفع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ إلى مهاجمة احتكار غافا (اختصار غوغل آبل فيسبوك أمازون).
وتضيف الصحيفة أن من المفارقات كون الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحد أكثر خصوم أمازون شراسة، وقد هدد بالفعل بتفكيكها في سلسلة من التغريدات الغاضبة من استغلال مالك أمازون جيف بيزوس للبريد الأميركي، دون المشاركة في صيانة البنية التحتية العامة.
ولكن الصحيفة علقت بأن مبعث غضب الرئيس يبدو أنه هجمات واشنطن بوست اليومية التي اشتراها جيف بيزوس.
ونبهت الصحيفة إلى أن أمازون أصبحت في غضون عشرين سنة فقط بقوة دولة، وإن رأسمالها الذي تجاوز المليار هذه السنة يجعلها واحدة من أقوى المجموعات في العالم.
واختتمت الصحيفة بأن أمازون التي تواجه خطر التفكيك لديها ما تخشاه أكثر بكثير من الخوف من التدقيق الضريبي.
المصدر : لوفيغارو