بولسونارو رئيسا للبرازيل.. نهاية الاشتراكية وعلاقات مع إسرائيل ووعود بالازدهار

Brazil's new President Jair Bolsonaro gestures after receiving the presidential sash from outgoing President Michel Temer at the Planalto Palace, in Brasilia, Brazil January 1, 2019. REUTERS/Sergio Moraes
بولسونارو تعهد بتحرير البرازيل نهائيا من الفساد والجريمة والتفلت الاقتصادي (رويترز)

حسان مسعود-ساوباولو

بداية عام مختلفة شهدتها البرازيل مع تولي رئيسها الجديد جايير بولسونارو حكم البلاد في حفل تنصيب أقيم بقصر بلانالتو في العاصمة برازيليا عقب تأديته اليمين الدستورية أمام البرلمان ليصبح بذلك الرئيس الـ38 لجمهورية البرازيل الاتحادية.

وبعد أربع فترات رئاسية متتالية حكم بها اليسار البلاد نجح مرشح أقصى اليمين بولسونارو بالوصول إلى سدة حكم أكبر دولة في القارة اللاتينية، متعهدا بتغيير واقع البرازيل "بشكل جذري".

وفي أول كلمة له أمام البرلمان تعهد بولسونارو بـ"تحرير البرازيل نهائيا من الفساد والجريمة والتفلت الاقتصادي وإخراجها من القيود الأيدولوجية"، داعيا أعضاء الكونغرس إلى تحمل مسؤولياتهم والمشاركة معه في تحقيق هذه الأهداف.

وبعد خطابه أمام البرلمان توجه الرئيس الجديد إلى ساحة القصر الرئاسي، حيث انتظره المئات من مؤيديه لتبدأ الفعاليات الاحتفالية بتسلمه وشاح الرئاسة المرصع بالذهب والألماس من الرئيس السابق ميشال تامر وفقا للتقاليد الرئاسية.

أنصار الرئيس الجديد يحتفلون بتنصيبه (رويترز)
أنصار الرئيس الجديد يحتفلون بتنصيبه (رويترز)

نهاية زمن الاشتراكية
وفي خطابه إلى شعبه أعلن بولسونارو عهدا جديدا وقطيعة تامة مع التوجهات اليسارية التي لطالما صبغت هوية البرازيل، وقال "اليوم يتحرر الشعب البرازيلي من الاشتراكية"، وتابع وهو يحمل العلم البرازيلي أن "هذا العلم سيبقى باللون الأخضر، ولن يصبح أحمر إطلاقا إلا في حال صبغته دماؤنا وهي تدافع عنه".

وانقسمت ردود الأفعال بشأن هذا الخطاب في وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد يعتبره قويا وحازما، ومعارض يصفه بالإلغائي.

واعتبرت الباحثة السياسية والأستاذة في جامعة ساوباولو البروفيسورة فرانكيروزي كامبوس أن خطاب الرئيس يعكس أفكاره ومنطقه في إدارة البلاد "التي باستمراره فيها لا يمكن لنا أن نتقدم، بل على العكس نتخوف من أن نتراجع أكثر".

وقالت في حديثها للجزيرة نت إن البرازيل لطالما كانت بلدا للحريات والانفتاح على الجميع دون إقصاء لأحد، وأي خطاب أو دعوات إقصائية ستؤثر بشكل كبير على النسيج الاجتماعي البرازيلي.

نتنياهو (يمين) عبر عن سعادته بفوز صديقه بولسونارو برئاسة البرازيل (رويترز)
نتنياهو (يمين) عبر عن سعادته بفوز صديقه بولسونارو برئاسة البرازيل (رويترز)

إسرائيل حاضرة
وإلى جانب عدد من رؤساء دول أميركا اللاتينية ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ممثلا عن الرئيس دونالد ترامب برز حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كضيف على تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد ليكون أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البرازيل ويشارك في مراسم تنصيب رئيسها.

وكان نتنياهو بدأ زيارته قبل أربعة أيام من حفل التنصيب، والتقى الرئيس الجديد في منزله، وبعد اللقاء أعرب بولسونارو على حاجته وبلاده إلى "أصدقاء أقوياء كإسرائيل ونتنياهو في المرحلة المقبلة"، مؤكدا على ضرورة إنشاء شراكة إستراتيجية بين البلدين.

من جانبه، عبر نتنياهو عن سعادته بفوز "الصديق" بولسونارو، مشيرا إلى أن أمام البرازيل وإسرائيل الكثير لتفعلانه معا، وقال إن الرئيس البرازيلي أكد له على موقفه من نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب الى القدس، معتبرا أنها "مسألة وقت"، في حين نقلت صحف إسرائيلية عن نتنياهو دعوته الرئيس البرازيلي لدعم إسرائيل في الأمم المتحدة بشكل دائم.

وبهذا الصدد، علقت فرانكيروزي بأن قرار نقل السفارة البرازيلية إلى القدس "هو ضرب من الجنون، وأنه لا يمكن القبول بأي خطوة لا تحترم نضال الشعب الفلسطيني الذي لطالما وقفت البرازيل إلى جانب قضيته العادلة".

تهنئة من ترامب
وغرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حسابه على تويتر مهنئا الرئيس البرازيلي بتوليه الحكم، وقال "أهنئ الرئيس جايير بولسونارو الذي ألقى للتو خطابا رائعا لتنصيبه، الولايات المتحدة معك".

ورد الرئيس بولسونارو الملقب بترامب البرازيل بتغريدتين باللغتين البرتغالية والإنجليزية شكر فيهما ترامب قائلا "أقدر عاليا كلمات التشجيع التي بعثتها إلي، معا وبحماية الله سنجلب الازدهار والتقدم لشعبينا".

وأمام الوعود الكبيرة التي قطعها الرئيس في "تأمين السلام والاستقرار والازدهار للشعب البرازيلي" تتجلى العديد من التحديات الضاغطة على أي حكومة جديدة تتمثل في الواقع الأمني الصعب الذي يسيطر على العديد من الولايات والمدن البرازيلية.

يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية القاسية التي لحقت بالبلاد جراء فضائح الفساد وما تبعتها من مشكلات سياسية، في حين يرى كثيرون أنه من المبكر جدا الحكم على إدارة الحكومة الجديدة ولا بد من إعطائها فرصة.

المصدر : الجزيرة