"الخطوات السعيدة".. مركز لصناعة أطراف صناعية بشمال سوريا ينتظر الدعم

الفني غزال هلال يأخد قياسات لصناعة طرف صناعي لشاب أصيب ببتر في الساق بسقوط قذيفة/ سوريا حلب/ اعزاز بالريف الشمالي.
الفني غزال هلال يأخد قياسات لصناعة طرف صناعي لشاب أصيب ببتر في الساق بسقوط قذيفة (الجزيرة)

عمر يوسف-حلب

قبل عام ونصف العام أصيب الستيني يوسف مصطفى بانفجار لغم أرضي تسبب في بتر ساقيه عندما كان يتفقد منزل ابنته في مدينة الرقة (وسط سوريا)، بعد أن قيل له إن المدينة تحررت من تنظيم الدولة الإسلامية على يد التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، وبات حبيس منزله غير قادر على الحركة، وفقد الأمل في الحياة.

واليوم يقف مصطفى مجددا بساقين صناعيتين حصل عليهما بالمجان من مركز "الخطوات السعيدة" في ريف حلب الشمالي بعد أربعة أيام فقط من زيارة المركز، حيث يقوم اليوم بتدريب نفسه على المشي والتكيف مع الأطراف الصناعية الجديدة على جسمه.

ويأمل مصطفى أن يستكمل علاجه وتدريباته الطبية، ويناشد أهل الخير تقديم الدعم المادي الكافي للمركز؛ كي يستمر في خدمة مبتوري الأطراف من ضحايا الحرب بسوريا، والعمل قدما في تقديم الأطراف العلوية التي يفتقر المركز إليها.

ومثل مصطفى، تعتزم أماني (26 عاما) -المهجرة إلى الشمال السوري- العودة إلى تدريس الأطفال بعد أن حصلت على ساقين صناعيتين من المركز، فهي تجد ذاتها في هذه المهنة التي بدأت العمل فيها في الغوطة الشرقية بدمشق، قبل أن تفقد قدميها بصاروخ مصدره قوات النظام السوري خلال حملته العسكرية الأخيرة على مناطق المعارضة هناك.

وفي مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي قرب الحدود السورية التركية، يجتهد المعالج الفيزيائي غزال هلال في مركز "الخطوات السعيدة" في أخذ قياسات لطرف صناعي لشاب يافع فقد قدمه اليمنى، جراء سقوط قذيفة قرب منزله قبل أشهر.

يقول هلال للجزيرة نت إن "فكرة إنشاء المركز تولدت عام 2014 نتيجة ارتفاع أعداد حالات البتر في الشمال السوري، نتيجة الألغام والقصف، وكانت هناك صعوبة في إدخال الحالات إلى تركيا لتلقي العلاج، وهنا قررنا الاعتماد على أنفسنا، وواجهتنا في البداية صعوبات من بينها الحصول على المواد الأولية لصناعة الأطراف الصناعية بمجهود محلي وقلة الدعم المادي".

‪الفني هلال يقول إن عدد الحالات المستفيدة من المركز بلغ أربعة آلاف‬ (الجزيرة)
‪الفني هلال يقول إن عدد الحالات المستفيدة من المركز بلغ أربعة آلاف‬ (الجزيرة)

ويقوم هلال مع 12 من زملائه بصناعة الأطراف الصناعية السفلية محليا، معتمدين على الجبس والسليكون وقوالب البلاستيك والمفاصل المعدنية لإنجاز تلك الأطراف وتخفيف آلام المرضى الجسدية والنفسية قدر المستطاع، كما يقول.

ويشير إلى أن عدد الحالات المستفيدة من خدمات المركز المجانية تجاوز أربعة آلاف حالة، بين بتر أطراف وجبائر وأجهزة لمرض الشلل والخلع الولادي، إضافة إلى المساند المعدنية لكبار السن.

لكن المركز يعاني من صعوبات -وفق المعالج الفيزيائي- وأبرزها تعذر صناعة الأطراف العلوية لحالات بتر اليدين والذراعين، نتيجة الكلفة وتعذر الحصول على الماكينات الخاصة بها، إضافة إلى التمويل، متمنيا من أصحاب الخير مدّ يد العون للمركز للاستمرار في العمل وتطويره وعدم توقفه عن خدمة الفقراء مبتوري الأطراف.

وإن كان الحظ والظروف حالفا من زار مركز الخطوات السعيدة في شمالي سوريا، فإن 86 ألف سوري أفضت إصابتهم منذ بدء الحرب في سوريا قبل سبع سنوات إلى بتر الأطراف -وفق آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية -وينتظرون مدّ يد العون والمساعدة لهم.

ويوضح تقرير المنظمة أن مليونا ونصف المليون يعيشون مع إعاقات مستديمة، وطالبت المجتمع الدولي بتوسيع نطاق الدعم الذي يقدم لتأهيل المصابين وإعادة دمجهم في المجتمع. فهل يتمكن ذلك المركز من علاج تلك الحالات دون الدعم والتوسع مع استمرار الصراع العسكري؟

المصدر : الجزيرة