ناشونال إنترست: هل يسرّع هجوم منبج سحب القوات الأميركية من سوريا؟

U.S. forces set up a new base in Manbij, Syria May 8, 2018. Picture Taken May 8, 2018. REUTERS/Rodi Said
قوات أميركية في منبج (رويترز)

هل يدفع الانفجار الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة منبج شرقي سوريا أمس الأربعاء، واشنطن إلى الإسراع في سحب القوات الأميركية من تلك البلاد تنفيذا لأمر الرئيس دونالد ترامب؟

سؤال طرحته مجلة ناشونال إنترست على أربعة خبراء أميركيين، وجاءت إجاباتهم في شكل توصيات رأوا ضرورة إدراجها ضمن سياسة واشنطن تجاه سوريا.

وانقسم الخبراء الأربعة بشأن الانسحاب وما إذا كان لازما أم لا، في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أكدت أن جنديين أميركيين وموظفا مدنيا في الوزارة ومتعاقدا يعمل مع الجيش الأميركي في سوريا، قتلوا أمس الأربعاء، وأصيب ثلاثة جنود آخرون في الانفجار الذي وقع في مدينة منبج شمالي سوريا.

وقالت مصادر للجزيرة إن الانفجار أدى إلى مقتل 19 شخصا، بينهم تسعة مدنيين ومسلحون من قوات سوريا الديمقراطية. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية هذا التفجير، وقال إنه استهدف القوات الأميركية والكردية في المدينة.

ردود الخبراء
يقول جوشوا لانديس الأستاذ في جامعة أوكلاهوما ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط، إن الخطر المحدق بالقوات الأميركية أكبر بكثير في منبج، حيث التنافس بين تركيا والولايات المتحدة ومطالبة الأولى بضرورة إبعاد قوات حماية الشعب الكردية من هناك.

ويضيف أن أميركا إذا ما قررت حماية أي منطقة عازلة بين تركيا ومناطق كردية سورية، فإن مزيدا من الأميركيين سيُقتَلون.

غير أنه يحذر من أن إدارة ترامب كلما تلكأت في سحب القوات، زاد احتمال التضحية بجنود أميركيين دون داعٍ.

ويرى لانديس أن قوات سوريا الديمقراطية المعارضة والدولة السورية كلما سارعتا في إبرام اتفاق بينهما يقضي بتشكيل قوة شرطة مشتركة لإرساء الاستقرار في البلاد عقب الانسحاب الأميركي، كان ذلك أفضل.

ذلك لأن الإخفاق في لمّ شتات الدولة -كما يعتقد لانديس- سيجعل القوات الأميركية مضطرة لتسيير ورديات بدلا من الشرطة المحلية.

محاذير
وبحسب الليفتنانت كولونيل دانيال ديفيس، فإن ما يسميه "احتلالا عسكريا أميركيا مطولا" ينطوي على مخاطر لا حصر لها، فهو يدفع الأطراف المتناحرة للاصطدام مع بعضها بعضا، ويعزل تركيا -حليفة الولايات المتحدة– ويلهب مشاعر مقاتلي تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وينذر باندلاع صراع مع القوة النووية العظمى روسيا.

واستنادا إلى تلك المحاذير، يرى ديفيس أنه لا بد لإستراتيجية واشنطن أن تتغير بحيث تحد من السيطرة على الأراضي خارج حدود الولايات المتحدة، وتركز أكثر على جمع المعلومات الاستخبارية لدرء الهجمات الإرهابية في الداخل الأميركي.

ويخلص إلى أنه مع اندحار تنظيم الدولة تقريبا، وتمكن روسيا من ترسيخ أقدامها في غرب سوريا، تكون الولايات المتحدة قد حققت كل ما سعت لتحقيقه في سوريا إلى حد ما.

بيد أن خبيرا آخر هو ديريك تشوليت نائب رئيس صندوق مارشال الألماني ومساعد وزير الدفاع السابق، لا يتفق مع هذا الرأي، إذ يزعم أن هجوم منبج يثبت أن هذا هو الوقت المناسب لسحب القوات من سوريا.

ويقول في هذا الصدد إن الهجوم يؤكد أن تنظيم الدولة لا يزال يشكل خطرا، وإن ترامب كان يتباهى عندما أعلن هزيمة التنظيم ومن ثم أمر بسحب القوات الأميركية فورا.

ويصف مساعد وزير الدفاع السابق إعلان ترامب وأمره بالانسحاب بأنه "سابق لأوانه"، كما أنه يتناقض مع تصريحات مستشاره للأمن القومي جون بولتون ومبعوثه الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بأن من أهداف المهمة الأميركية في سوريا ضمان خروج كافة القوات الإيرانية من هناك وتأمين الحماية للأكراد.

أما الكولونيل دوغلاس ماكغريغور فيعتقد أن الانخراط في حروب الآخرين الأهلية ليس مهمة الجيش الأميركي.  وبحسب زعمه، فإن القريبين من الإدارة الأميركية سيحاولون استغلال مقتل الجنود الأميركيين لصالح إبقاء القوات هناك إلى أجل غير مسمى.

والرأي عند ماكغريغور أن تلك المحاولات ينبغي أن تقوي عزم الرئيس لسحب القوات الأميركية من هناك.

المصدر : ناشونال إنترست