تناولت هذه الحلقة انتقادات دونالد ترامب لدول أعضاء في حلف الناتو خلال قمة الحلف الأخيرة ببروكسل؛ وما خلفته لديهم من شكوك بشأن مستقبل التزام أميركا بالحلف وبالنظام العالمي الليبرالي ككل.
قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف إن الكونغرس لن يسمح للرئيس دونالد ترامب بالمخاطرة بالأمن القومي الأميركي، والتخلي عن حلفاء واشنطن عن طريق الانسحاب بشكل أحادي من حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضاف السيناتور الديمقراطي شيف في تغريدة على تويتر "إذا كان ترامب لا يدرك أن حلف الناتو هو أكثر تحالف أمني نجاحا في التاريخ، فلا أدري ما الذي يمكن أن يقنعه".
وتأتي تغريدة شيف على خلفية تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلا عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية، بأن الرئيس ترامب أسرَّ العام الماضي لبعض مساعديه بأنه يريد الانسحاب من الناتو لأنه لا يرى جدوى لهذا الحلف، ويرى فيه استنزافا للولايات المتحدة.
إنفاق الناتو
ويخشى مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون من أن يكرر ترامب تهديده بالانسحاب من الناتو، في ظل استمرار تجاوز الإنفاق الدفاعي للحلف المستويات التي وضعها الرئيس الأميركي.
وشن ترامب العام الماضي هجوما حادا على الحلفاء في الناتو وخصوصا ألمانيا، متهما إياهم بعدم دفع نصيب من ميزانية الحلف يتناسب مع حجم اقتصاداتهم، وتحدث عن مساهمة أميركا بنفقات الناتو بنسبة 90%.
وعقب قمة لقادة الناتو عقدت في بروكسل الصيف الماضي، قال ترامب لكبار المسؤولين في فريقه للأمن القومي إنه لا يرى فائدة للحلف الذي أسس في العام 1949.
وتعقيبا على تهديد ترامب بالانسحاب من الناتو، قال ميشيل فلورنوي مساعد وزير الدفاع إبان رئاسة باراك أوباما إن هذا القرار سيكون أكثر القرارات كارثية التي يمكن لرئيس اتخاذها تجاه المصالح الأميركية، وأضاف فلورنوي للصحيفة الأميركية أن انسحاب واشنطن من الناتو سيكون أكبر نجاح قد يحلم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرى القائد الأعلى السابق للناتو الأدميرال الأميركي المتقاعد جيمس ستفريديس، أن انسحاب أميركا من الناتو سيكون خطأ إستراتيجيا، وأن مجرد مناقشة فكرة الانسحاب هي بمثابة هدية القرن لبوتين.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون في مجال الأمن القومي أن روسيا ركزت بشكل كبير على تقويض التضامن بين أميركا وأوروبا، عقب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014، وأن من بين أهداف روسيا إضعاف الناتو الذي ترى فيه تهديدا لأمنها القومي.