واشنطن بوست: عوائق أمام السياحة التاريخية في السعودية

هذا الصباح- مدائن صالح في السعودية
الكاتب: الكنوز الأثرية تتوزع على مساحة كبيرة من السعودية (الجزيرة)

تناول الكاتب كريم فهيم الآثار التاريخية في أنحاء السعودية، وقال إن الحملة التي يشنها ولي العهد محمد بن سلمان وجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تعقدان مهمة البلاد في الترويج للسياحة.

ويضيف الكاتب –وهو مدير مكتب صحيفة واشنطن بوست في إسطنبول بتركيا– في مقال بالصحيفة إن الكنوز الأثرية تتوزع على مساحة كبيرة من السعودية، مشيرا إلى الأعمدة الحجرية التي ترتفع في الصحراء، وإلى محطة السكة الحديدية العثمانية، والكتابات والنقوش على الصخور عسلية اللون، والجبال ذات الصخور الحمراء، وغيرها من المناطق التاريخية الأثرية.

ويصف الكاتب المواقع الأثرية في السعودية فيقول إنها تشكل مزيجا فريدا من نوعه يجمع بين الجمال الطبيعي والأطلال التي تعود إلى آلاف السنين من الاستيطان البشري وطرق القوافل لتجارة البخور والحجاج.

ويضيف أن قادة السعودية قرروا أخيرا السماح لعلماء الآثار المهتمين والسياح بالقدوم لزيارة المعالم التاريخية التي تتوزع في أنحاء البلاد.

‪بلدة الدرعية قرب الرياض من الآثار التاريخية  في السعودية‬  (رويترز)
‪بلدة الدرعية قرب الرياض من الآثار التاريخية  في السعودية‬ (رويترز)

تغيرات
ويقول الكاتب إن مناطق الجذب السياحي قرب مدينة العُلا التابعة للمدينة المنورة تشكل حجر الزاوية في السعي لدعوة السياح الأجانب للزيارة، وذلك إضافة إلى ملايين الحجاج الذين يزورون الأماكن المقدسة كل عام.

ويضيف أن الخطة تهدف -في الأغلب- إلى تعزيز الاقتصاد من خلال الاستفادة من مصادر الدخل بما يتجاوز النفط، وذلك من بين تغييرات عديدة تشهدها البلاد.

ويشير الكاتب إلى التحديات أمام هذه الخطط السياحية، وذلك في ظل الانتقادات الدولية التي تواجهها السعودية في أعقاب حملة القمع التي يشنها محمد بن سلمان ضد المعارضة والمرأة وحقوق الإنسان.

ويقول الكاتب إن العديد من الشركات والمنظمات الأجنبية نأت بنفسها عن مبادرات محمد بن سلمان في أعقاب جريمة قتل خاشقجي، بما في ذلك ما يتعلق بمشاريع للترويج للفنون والسياحة والثقافة، التي رحب بها الآلاف من السعوديين.

عوائق ومخاوف
وينسب الكاتب إلى الباحثة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن كريستين سميث القول إن للسياحة في السعودية مستقبلا واعدا، غير أن هناك عوائق اجتماعية ومخاوف يجب التغلب عليها في جذب السياح الدوليين.

وتوضح بأن قيام السلطات السعودية بسجن ناشطات في مجال حقوق الإنسان يعد من العوائق في هذا السياق، إضافة إلى جريمة القتل الوحشي لصحفي بارز.

ويضيف الكاتب أن خطط تطوير منطقة العٌلا تشكل محور مبادرة السياحة في السعودية، مشيرا إلى أن المسؤولين الذين يقودون جهود التطوير يعتقدون أنهم يستطيعون جذب مزيج من السياح الثقافيين والرحالة البيئيين من الغرب، والزوار من الخليج، ومن السعوديين الذين يتوقون إلى توسيع رؤيتهم للتراث الوطني، ليشمل تاريخ ما قبل الإسلام الذي تم قمعه لعقود من الزمن عن طريق قادة البلاد والمحافظين الدينيين.

ويشير الكاتب إلى أن أشهر معالم الجذب السياحي في منطقة العُلا، التي من بينها مقابر الأنباط في مدائن صالح، التي تعتبر أهم حواضر الأنباط بعد عاصمتهم البتراء في الأردن.

وتضم المنطقة أكثر من 130 من المقابر الضخمة المنحوتة في الصخور، إضافة إلى النقوش التاريخية التي تعود إلى القرن الثالث الميلادي.

ويختتم بأن علماء الآثار يرون أن المنطقة كانت تمثل أعلى نقطة استيطانية في أقصى الجنوب من الإمبراطورية الرومانية.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست