الدبلوماسية المتوحشة.. الأسرار المظلمة لجريمة خاشقجي

كتاب الدبلوماسية المتوحشة
صورة تجمع بين غلاف الكتاب وجمال خاشقجي

 زاهر البيك-أنقرة

نشرت مجموعة تركواز الإعلامية المقربة من الحكومة التركية أمس الاثنين كتابا بعنوان "الدبلوماسية المتوحشة.. الأسرار المظلمة لجريمة خاشقجي" يتناول تفاصيل اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

واطلعت الجزيرة نت على ما تضمنه الكتاب الذي كشف عن شخصين آخرين شاركا فريق الإعدام في تنفيذ الجريمة، كما كشف عن تسجيل جديد يتضمن معلومات جديدة بشأن اللحظات التي سبقت الجريمة واللحظات التي تلتها، مما يؤكد أن الجريمة كان مخططا لها ونفذت بدم بارد.

وأجرت الجزيرة نت حوارا مع الصحفي التركي نظيف كارمان -وهو أحد الصحفيين الثلاثة الذين أعدوا الكتاب- وسألته عن مصادرهم في الحصول على المعلومات، فكانت إجابته أنهم حصلوا عليها من جهات سيادية مطلعة على تفاصيل الجريمة، كالشرطة والاستخبارات الوطنية في تركيا.

وأضاف كارمان أنهم جمعوا وقيّموا معلومات وصورا من الأخبار التي وردت في وسائل الإعلام منذ حدوث الجريمة قبل ثلاثة أشهر.

فريق الاغتيال
وقد أفصح الكتاب عن شخصين جديدين لم يذكرا من قبل هما سعيد مؤيد القرني ومفلس شايع المصلح، إلى جانب ثالث سبق أن كشفت عن اسمه صحيفة صباح هو أحمد عبد الله المزيني، وبذلك يصبح عدد فريق الاغتيال المعروفين 18 شخصا.

بدوره، نفى الصحفي كارمان مراجعة الحكومة الكتاب قبل نشره، لكن طبيعة المصادر تشير إلى أنها كانت على معرفة بالمعلومات التي يحتويها، مما يعطي الكتاب قوة ومصداقية.

وذكر الكتاب أن الطبيب الشرعي صلاح الطبيقي الذي قطع الجثة يعيش مع عائلته في مدينة جدة، وهنا يشير كارمان إلى أن الحكومة التركية لها مصادرها التي أبلغتها عن وضع الطبيقي وغيره من باقي أعضاء فريق الاغتيال الذين يعيشون بحرية خارج السجون على الرغم من علمهم بأنه توجد قضايا مفتوحة في المحاكم ضدهم.

وتابع الكاتب "أوردنا في كتابنا أن فرقة إعدام جاءت من السعودية إلى تركيا بنية مسبقة لقتل خاشقجي، وقد ظهر ذلك في التسجيلات التي سبقت مقتله"، وحين سألهم خاشقجي في التسجيل الصوتي: هل ستقتلونني؟ هل ستخنقونني؟ لم يجيبوه بل اكتفوا بكتم أنفاسه ثم أدخلوا رأسه في كيس وقتلوه في غضون سبع دقائق".

مكان الجثة
وعن مكان جثة خاشقجي، أشار الكاتب إلى أنه وفق بحثهم فإن الجثة توجد داخل البئر الموجودة في مقر إقامة القنصل السعودي، وإن لم تكن داخلها فإنها في مكان آخر داخل البيت، معتقدا أنها لم تخرج من محل إقامة القنصل في إسطنبول.

يشار إلى أن قناة الجزيرة ووسائل إعلام تركية بثت -بعد طبع الكتاب- صورا لإدخال فريق الاغتيال حقائب يعتقد أنها تحتوي على جثمان خاشقجي إلى بيت القنصل السعودي.

وبشأن التسجيلات الصوتية، فقد أوضح فرحات أنلو -وهو صحفي آخر شارك في إعداد الكتاب- أنهم لم يسمعوها "لكن مصادر مطلعة في الدولة جديرة بالثقة أخبرتنا بمضمونها وتفاصيلها ومحاورها".

وأرجع الصحفي أونلو السبب وراء اغتيال خاشقجي إلى ما سماه المشروع الذي كان يعده قبل وفاته وهو "جيش النحل" للرد على "الذباب الإلكتروني" الموالي للحكومة.

وفي ختام حديثهما رأى الصحفيان كارمان وأونلو أن السبيل الوحيد لإغلاق القضية دون حدوث أي توتر في العلاقات السعودية التركية هو كشف الرياض عن مكان جثة خاشقجي، وتسليم المتهمين إلى القضاء التركي كي تُجرى لهم محاكمة عادلة.

المصدر : الجزيرة