بعد قرار الانسحاب من سوريا.. القوات الأميركية تبحث مصير أسلحة الأكراد

ميدان - أكراد سوريا
تسليح أكراد سوريا من أهم القضايا التي أثارت خلافات عميقة بين واشنطن وأنقرة خلال الفترة الماضية (رويترز)

أفادت وكالة رويترز بأن قادة الجيش الأميركي يبحثون في هذه الأثناء مصير الأسلحة التي سلمتها واشنطن خلال السنوات الأخيرة لحلفائها الأكراد في شمال سوريا (وحدات حماية الشعب)، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا.

ونقلت الوكالة عن أربعة مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن قادة أميركيين يخططون لانسحاب القوات الأميركية من سوريا يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون تنظيم الدولة الإسلامية بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة، في خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي.

وقال ثلاثة من هؤلاء المسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجري بشأن مسودة خطة للجيش الأميركي. ولم تُعرف التوصية التي سترفعها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في نهاية الأمر للبيت الأبيض.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت منتصف العام الماضي أن الرئيس ترامب فوضها بتزويد الوحدات الكردية في سوريا بما يلزم من سلاح من أجل معركة الرقة، ثم استمرت لاحقا في تزويد المسلحين الأكراد بأنواع مختلفة من الأسلحة والعتاد.

وعارضت أنقرة بشدة تزويد العناصر الكردية في قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح من طرف الولايات المتحدة، إذ تعدّ وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، كما ظلت أنقرة تشدد على ضرورة سحب واشنطن للأسلحة التي سلمتها للمقاتلين الأكراد.

نقاشات مبدئية
وقال المسؤولون الذين تحدثوا إلى وكالة رويترز إن المناقشات في مراحلها الأولى داخل البنتاغون ولم يتخذ قرار بعد، وستعرض الخطة بعد ذلك على
البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة كي يتخذ الرئيس ترامب القرار النهائي.

وقال البنتاغون إن التعليق على ما سيحدث بشأن تلك الأسلحة سيكون أمرا "غير ملائم" وسابقا لأوانه.

وقال المتحدث باسم البنتاغون شين روبرتسون إن "التخطيط جار ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات في الوقت الذي نتخذ فيه كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا".

وكان الرئيس ترامب أمر فجأة في الأسبوع الماضي بسحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا، مما أثار انتقادات واسعة النطاق ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة.

وقال المسؤولون الأميركيون إن إعلان ترامب أثار قلق القادة الأميركيين الذين يعتبرون قراره بمثابة خذلان لوحدات حماية الشعب الكردية التي شاركت في القتال الذي أدى إلى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية بشمال شرق سوريا.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الولايات المتحدة أبلغت وحدات حماية الشعب أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف المسؤول أن "القتال لم ينته، لا يمكننا ببساطة أن نبدأ في طلب إعادة السلاح".

وسيؤدي اقتراح ترك الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب والتي قد تشمل صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر إلى طمأنة الحلفاء الأكراد بعدم التخلي عنهم.

ولكن تركيا تريد أن تستعيد الولايات المتحدة هذه الأسلحة ولذلك فإن توصية القادة، إذا تأكدت، قد تؤدي إلى تعقيد خطة ترامب بالسماح لتركيا بإنهاء القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا.

ويحتفظ البنتاغون بسجلات الأسلحة التي زود وحدات حماية الشعب بها وسلسلة حيازتها. ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن تحديد أماكن كل تلك الأسلحة ستكون عملية شبه مستحيلة، وتساءل أحد المسؤولين "كيف سنستردها ومن الذي سيستردها؟".

المصدر : رويترز