الأمن السوداني يوسع دائرة الاعتقالات قبل "جمعة الوفاء للشهداء"

اعتقل الأمن السوداني مساء أمس الخميس المزيد من قادة أحزاب المعارضة قبل ساعات من الدعوة لاحتجاجات "جمعة الوفاء للشهداء"، ويتزامن ذلك مع إعلان الخرطوم أن حصيلة قتلى المظاهرات منذ بدئها بلغت 19 شخصا، وإعلان مصر دعمها للخرطوم "وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها".

فقد طالت اعتقالات نفذتها السلطات الأمنية السودانية قادة في أبرز تحالفين للمعارضة، هما "نداء السودان" وقوى "الإجماع الوطني".

وجرى اعتقال قادة في "نداء السودان" كانوا مجتمعين بدار حزب البعث في السجانة جنوبي الخرطوم، أبرزهم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي صديق يوسف والتجاني مصطفى ومحمد ضياء الدين من حزب البعث، وجمال إدريس من الحزب الناصري، إلى جانب أربعة آخرين.

كما داهمت قوة من جهاز الأمن منزل محمد سيد أحمد سر الختم من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل واقتادته مع محمد حمد سعيد الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي عقب اجتماع لقوى "نداء السودان" أمس.

الاحتجاجات الحالية تعد الأوسع منذ تولي البشير السلطة عام 1989 (رويترز)
الاحتجاجات الحالية تعد الأوسع منذ تولي البشير السلطة عام 1989 (رويترز)

دعم الاحتجاجات
وأقر اجتماع في دار حزب المؤتمر السوداني أول أمس الأربعاء ضم تحالف قوى الإجماع الوطني، وتحالف نداء السودان، وتيار الانتفاضة، وتجمع المهنيين والسودانيين، والحزب الجمهوري، وتيار الوسط للتغيير والتجمع الاتحادي المعارض تكوين لجنة تنسيقية لدعم حركة الاحتجاجات.

وتتزامن هذه التطورات مع إقرار السلطات السودانية بأن عدد القتلى الذين سقطوا خلال المظاهرات الأيام الفائتة بلغ 19 شخصا، بينهم اثنان من القوات النظامية، بحسب وزير الإعلام والاتصالات بشارة جمعة أرو.

وأضاف أرو خلال مؤتمر صحفي أن عدد الجرحى من المواطنين بلغ 219 ومن أفراد القوات النظامية 187، لافتا إلى أن بعض حالات الوفيات نتجت "بسبب عراك بين أصحاب المحال التجارية والمندسين الذين حاولوا نهب الممتلكات والمحال التجارية".

وأكد أن السلطات ضبطت 107 عناصر منضوين تحت لواء "منظمات وحركات مسلحة"، معظمهم يتبعون حركة التمرد بزعامة عبد الواحد محمد نور، وأنه سيتم فتح بلاغات ضدهم.

القاهرة عبرت عن دعمها للبشير مؤكدة أن 
القاهرة عبرت عن دعمها للبشير مؤكدة أن "أمن واستقرار السودان من أمن مصر واستقرارها" (الأناضول)

دعم مصري
على صعيد آخر، تلقت الخرطوم أمس دعم القاهرة على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري في ختام زيارته للسودان ولقائه مع الرئيس عمر البشير، حيث أكد أن "أمن واستقرار السودان من أمن مصر واستقرارها".

وأضاف شكري أن بلاده "تثق في أن السودان سيتجاوز الظروف الحالية"، مؤكدا أن مصر "دائما على استعداد لتقديم الدعم والمساندة للسودان وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها".

وخلال زيارته للخرطوم عقد شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل مباحثات مع عدد من المسؤولين السودانيين.

وفي سياق متصل، دعا المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني -في أول اجتماع له منذ اندلاع الاحتجاجات- القوى السياسية "لتضافر الجهود وتعزيز التسامح والاستقرار ومبدأ التداول السلمي".

وبحسب تصريحات صحفية لنائب رئيس الحزب فيصل حسن إبراهيم، فإن المكتب القيادي الذي التأم برئاسة البشير طالب القوى السياسية بتوحيد الجبهة الداخلية في إطار الوفاق الوطني.

وأشار إلى أن الاجتماع -الذي انتهى في وقت متأخر من ليل الخميس- شدد على بذل الكثير من الجهد للجهاز التنفيذي في توفير السلع، قبل أن يتوجه بالشكر إلى القوات النظامية على الدور الكبير لها في حماية أرواح المواطنين والممتلكات.

تحذيرات
وأصدرت السفارة الأميركية أمس تحذيرا إلى رعاياها في الخرطوم وجميع أنحاء السودان من مظاهرات بعد صلاة الجمعة.

وطلبت من موظفي السفارة الأميركية الحد من تحركاتهم من الساعة 12 ظهرا وحتى الخامسة مساء، كما حذرت من احتجاجات يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين بالتزامن مع ذكرى استقلال السودان.

يشار إلى أن مدنا سودانية عدة شهدت منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري احتجاجات على سوء الأوضاع المعيشية تعد الأوسع منذ أن تولى الرئيس عمر البشير الحكم في يونيو/حزيران 1989.

وتعهد البشير على إثر ذلك بالقيام بإصلاحات اقتصادية "حقيقة"، غير أن جذوة الاحتجاجات لم تخف بعد حوالي عشرة أيام من انطلاقها.

المصدر : الجزيرة + وكالات