هل يسعى الإعلام الروسي لكسر عزلة الأسد؟

Syrian President Bashar al-Assad gestures as he talks with North Korea's Foreign minister Ri Yong Ho in Damascus, Syria December 4, 2018. SANA/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THIS IMAGE
الأسد أثناء لقائه وزير الخارجية الكوري الشمالي في دمشق قبل نحو أسبوعين (رويترز)

ما كاد الرئيس السوداني عمر البشير ينهي زيارته إلى دمشق ولقاءه برئيس النظام بشار الأسد، حتى توالت أنباء متضاربة توحي بعودة العلاقات العربية مع النظام السوري الخاضع لعزلة صارمة منذ اندلاع ثورة شعبية ضده قبل ثماني سنوات.

وكان البشير قد عاد إلى الخرطوم الأحد الماضي في ختام زيارة مفاجئة إلى دمشق لم تكن معلنة مسبقًا، تعد الأولى لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع الثورة هناك.

وقد تحدث الإعلام الروسي خلال الأيام التالية لزيارة البشير عن تحركات باتجاه "تقارب عربي" مع النظام السوري، لكن تلك الأنباء سرعان ما لاقت تفنيدا من الجهات والبلدان العربية المعنية.

ونشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية خبرا أمس الثلاثاء، تحدثت فيه عن زيارة مرتقبة للرئيس العراقي برهم صالح إلى سوريا خلال الأيام المقبلة، حسبما نقلته عن مصدر دبلوماسي عراقي.

وتابعت الوكالة نقلا عن المصدر ذاته أن هذا كل ما يمكن الكشف عنه، دون مزيد من التفاصيل عن طبيعة تلك الزيارة ومناسبتها وسياقها.

لكن مصدرين في رئاسة الجمهورية العراقية -فضّلا عدم ذكر اسميهما- نفيا تلك الأنباء في تصريح خاص لوكالة الأناضول.

‪(الأوروبية)‬ البشير أثناء زيارته دمشق واستقباله من قبل الأسد 
‪(الأوروبية)‬ البشير أثناء زيارته دمشق واستقباله من قبل الأسد 

أنباء وتفنيد
وقال المصدر الأول إن الأنباء التي تحدثت عن زيارة قريبة للرئيس العراقي إلى سوريا؛ عارية عن الصحة، في حين ذكر المصدر الثاني أن جدول أعمال زيارات صالح المقررة حتى فبراير/شباط المقبل تخلو من أي زيارة إلى دمشق.

ولم يتسن للمصدر التأكد مما إذا كانت هناك زيارة يجريها الرئيس بعد فبراير/شباط القادم إلى دمشق أم لا.

وأول أمس الاثنين، تداولت وسائل إعلام أنباء تفيد بأن رئيس دولة عربية يستعد لتوجيه دعوة إلى بشار الأسد من أجل زيارة بلاده.

وعليه نقلت "سبوتنيك" الروسية منشورا للإعلامية التونسية بثينة جبنون عبر موقع فيسبوك، ادّعت فيه أنها علمت من مصادر موثوقة في رئاسة النظام السوري، أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي سيوجّه قريبا دعوة إلى الأسد.

بدورها نفت تونس رسميا تلك الأخبار المتداولة حول توجيه السبسي دعوة إلى الأسد لحضور أعمال القمة العربية التي تحتضنها البلاد يوم 31 مارس/آذار 2019.

وأكد وزير الخارجية التونسي خميّس الجهيناوي مساء الثلاثاء أنه لا صحة لتلك الأخبار، مبيّنًا أن الجامعة العربية هي من يقرر استدعاء الرئيس السوري من عدمه، وليست تونس.

وبذلك يكون الجهيناوي قد حسم الأمر، مؤكدًا أن تونس لا تملك منفردة قرار إعادة سوريا إلى الجامعة العربية.

‪الجهيناوي نفى نية تونس توجيه دعوة للأسد‬ (الجزيرة)
‪الجهيناوي نفى نية تونس توجيه دعوة للأسد‬ (الجزيرة)

حراك روسي
وأيضا الثلاثاء، نشرت قناة "روسيا اليوم" عبر موقعها الإلكتروني خبرا نفت فيه الحديث عن زيارة مرتقبة إلى تونس لوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم.

ونقلت القناة الروسية عن مصدر مسؤول في خارجية النظام قوله "هم من يأتون إلينا ولسنا نحن من نذهب إليهم"، لكن القناة لم تذكر مصادر الأنباء التي تحدثت عن زيارة المعلم المزعومة إلى تونس خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويبدو أن الحراك الإعلامي الروسي في الآونة الأخيرة يشير إلى ما يسرّبه الإعلام المحلي من موسكو عن جولات يجريها مبعوثو الرئيس فلاديمير بوتين، واتصالات يجريها مسؤولون روس لتعبيد الطريق أمام استعادة النظام السوري لعلاقاته مع العالم الخارجي.

يشار إلى أن نظام الأسد يعيش عزلة تامة بعد تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وفقًا لقرار وزراء الخارجية العرب الصادر يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 خلال اجتماع في القاهرة.

وقرر الوزراء العرب آنذاك تعليق عضوية سوريا إلى حين تنفيذها المبادرة العربية لحل أزمتها، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق.

وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حينذاك أن القرار اتخذ بموافقة 18 دولة، في حين اعترضت ثلاث دول هي سوريا ولبنان واليمن، وامتنع العراق عن التصويت.

المصدر : وكالة الأناضول