هآرتس تحذر من العقاب الجماعي للفلسطينيين

Israeli forces intervene in a protest in Hebron- - HEBRON, WEST BANK - DECEMBER 14: Palestinians throw rock in response to Israeli intervention to a protest against the Israeli raids to Palestinians' homes in Hebron, West Bank on December 14, 2018.
فلسطينيون يواجهون بالحجارة قوات الاحتلال بالخليل بالضفة (الأناضول)

حذر تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الأحد من أن العقاب الجماعي للضفة الغربية بعد "أعمال العنف "التي وقعت الأسبوع الماضي قد يفاقم الصراع مع الفلسطينيين. 

ورصد تحليل أعده عاموس هاريل كيف ركزت مطالب نواب الكنيست والناشطين اليمينيين ورؤساء المستوطنات -الذين استضافتهم المحطات الإذاعية والتلفزيونية الإسرائيلية بعد الهجومين اللذين وقعا الأسبوع الماضي- على رسالة واحدة وهي أن "ردع الجيش الإسرائيلي قد ضاع وضاع معه إحساس المستوطنين في الضفة الغربية بالأمان". 

وقال الكاتب "من الصعب التوصل إلى رابط بين تسريع البناء بالمستوطنات وبين تعزيز الردع أو الشعور بالأمن" مضيفا أنه "تم توجيه حالة الغضب من الحوادث الأخيرة إلى طلب إيذاء الفلسطينيين عن طريق بناء المزيد من المستوطنات، إلا أنه لم يثبت قط أن التوسع الاستيطاني قد قاد إلى تراجع رغبة سكان الضفة الغربية في محاربة إسرائيل، والعكس قد يكون صحيحا". 

وتابع "علاوة على ذلك، فإن المطالب بإيقاع عقاب جماعي لا يدعمها كبار المسؤولين الأمنيين. ففي خريف 2015، بعدما قادت موجة من عمليات الطعن وهجمات الدعس لمقتل عشرات الإسرائيليين بالضفة والقدس، قدم الجيش وجهاز الأمن الداخلي موقفا موحدا يتناقض مع ما قدمه قادة المستوطنات".
     
وأوضح أن القادة أوصوا "بالتركيز على إحباط جهود الإرهابيين المحتملين والمضي في التفريق بين الإرهاب وعامة السكان وتجنب فرض عقاب جماعي قدر المستطاع". 
     
وكذلك "عارض رؤساء الأجهزة الأمنية تجميد التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية. وعلى العكس من ذلك، فإنهم لا يزالون ينظرون إليه باعتباره أحد المكاسب التي تدعم استقرار السلطة وفي الوقت نفسه تساعد إسرائيل في حربها ضد الإرهاب". 
      
وذكر الكاتب أن المتحدثين اليمينيين -الذين يطالبون الآن بتوسيع وتعجيل هدم منازل المشتبه بتورطهم في أعمال عنف- "يقدمون الأمر على أنه ذو فوائد واضحة، دون الاعتماد على أي دليل واقعي. ويبدو أن الهدف الرئيسي لعمليات الهدم هو إشباع رغبة الرأي العام الإسرائيلي في الانتقام". 
      
ويرى أن الأوضاع تغيرت منذ عام 2015 "ولكن ليس للأفضل، فالنظام السياسي في أجواء ما قبل الانتخابات -ولأول مرة- لا يوجد لنتنياهو وزير دفاع يمكن أن يلقي عليه بعض الاتهامات بشأن تدهور الوضع الأمني".
     
ولفت الكاتب إلى أن "الجزء الأهم في المعادلة، ربما، هو الضعف النسبي للسلطة الفلسطينية، فدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الواضح لنتنياهو -والذي لم يبق شيئا للرئيس الأميركي للعب دور وسيط نزيه بالعملية السياسية- أدى إلى زعزعة موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي فقد منذ فترة طويلة الثقة بإمكانية التوصل لسلام مع إسرائيل خلال فترة حكمه".   

المصدر : الألمانية