بقاء تيريزا ماي نصر بطعم الهزيمة

LONDON, ENGLAND - DECEMBER 12: British Prime Minister Theresa May returns to Downing Street after the Confidence Vote in her leadership on December 12, 2018 in London, England. Sir Graham Brady, the chairman of the 1922 Committee, has received the necessary 48 letters (15% of the parliamentary party) from Conservative MP's that will trigger a vote of no confidence in Prime Minister Theresa May. (Photo by Leon Neal/Getty Images)
ماي خرجت من ورطة حجب الثقة لتواجه مأزق رفض البرلمان لخططها (غيتي)

الجزيرة نت-لندن

لعل رئيسة وزراء بريطانيا مرت أمس الأربعاء بأصعب وقت في حياتها السياسية، حيث قضت ساعات تنتظر ما إذا كانت ستحتفظ بمنصبها، أم أن حزب المحافظين سيعزلها عن قيادته لتخسر تبعا لذلك رئاسة الحكومة.

في النهاية، نجت ماي من اقتراع سحب الثقة، لكنه كان نجاحا بطعم الفشل كما يرى مراقبون. وحصلت رئيسة الوزراء على ثقة ٢٠٠ من أعضاء حزبها مقابل حجب١١٧ ثقتهم عنها، مما يعكس حجم الانقسام داخل المحافظين.

ومن شأن هذا الانقسام أن يضعف موقفها وقيادتها خاصة، في ظل تعثرها في تسويق خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.

وتعني النتيجة أيضا أن الأعضاء الـ ١١٧ سيصوتون ضد خطتها في مجلس العموم، وبالتالي استحالة قدرتها على تمرير الاتفاق الذي توصلت له مع الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل معارضة حزبي العمال والاتحادي الديمقراطي.

سام كوتس نائب رئيس القسم السياسي بصحيفة تايمز علق على النتيجة بالقول إن ماي "كسبت يوما إضافيا للبقاء ومواصلة المعركة" مشيرا إلى أنه من الصحيح أنها فازت بالأغلبية ولكن الصحيح أيضا أن عددا كبيرا من النواب صوتوا ضدها.

وفي أول تصريح لها عقب النجاة من المأزق، قالت ماي إنها ستتوجه للاتحاد الأوروبي وإن على الجميع الوحدة والمضي قدما في تنفيذ "بريكست".

وفي تعليقه على النتيجة، قال عطا الله سعيد رئيس المجموعة العربية بحزب العمال المعارض إنه كان الأجدى بماي الاستقالة بعدما صوت ضدها ١١٧ من أعضاء حزبها، معتبرا أن هذه النتيجة ستضعف موقفها في البرلمان.

‪تعثر خطط الحكومة شجع أنصار البقاء بالاتحاد الأوروبي على رفع أصواتهم والمطالبة باستفتاء ثان‬ تعثر خطط الحكومة شجع أنصار البقاء بالاتحاد الأوروبي على رفع أصواتهم والمطالبة باستفتاء ثان (الأناضول)
‪تعثر خطط الحكومة شجع أنصار البقاء بالاتحاد الأوروبي على رفع أصواتهم والمطالبة باستفتاء ثان‬ تعثر خطط الحكومة شجع أنصار البقاء بالاتحاد الأوروبي على رفع أصواتهم والمطالبة باستفتاء ثان (الأناضول)

خوف وإحباط
وحول مستقبل بريكست، أشار سعيد إلى أن رئيسة الوزراء أمضت السنتين الماضيتين تتفاوض مع حزبها بسبب الخلافات داخل صفوفه وليس مع الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فهي ضعيفة ولا تستطيع إقناع البريطانيين بأنها ستنجز لهم هذا الاتفاق، حسب رأيه.

وتسود حالة من الإحباط والخوف من الفوضى لدى الرأي العام البريطاني، حيث قالت صحيفة تايمز إن ماي أهينت بآخر جلسات البرلمان البريطاني، ثم أهينت مرة أخرى بأوروبا التي توجهت إليها بحثا عن تطمينات بشأن عدة نقاط من بينها قضية إيرلندا لإرضاء مؤيدي الخروج بحزب المحافظين "دون الحصول على شيء".

وفي حديث للجزيرة نت، قال رافايلو بانتوشي رئيس الدراسات الأمنية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة إنه لا يرى أفقا للحل أو نهاية حتى "الفوضى القائمة" في ظل إصرار الحزبيين الحاكم والمعارضة على المضي قدما في ذات النهج.

وحول ما إذا كانت الدعوة للانتخابات العامة المبكرة يمكن أن تكون حلا للأزمة، قال إنها لن تضيف جديدا.

ميجر حث على البقاء بالاتحاد الأوروبي محذرا من دخول البلاد مرحلة الفوضى 
ميجر حث على البقاء بالاتحاد الأوروبي محذرا من دخول البلاد مرحلة الفوضى 

البقاء بأوروبا
وتتعالى الأصوات المطالبة بطرح خيار الاستفتاء الثاني، والاستفادة من قرار محكمة العدل الأوروبية الذي قضى بحق بريطانيا في إلغاء انسحابها من الاتحاد الأوروبي دون الحاجة لموافقة أعضاء الاتحاد.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجر إلى إيقاف البريكست، وناشد مؤيدي ومعارضي الخروج تأييد هذا الاقتراح والعمل به، محذرا من أن البديل هو سقوط البلاد في الفوضى.

أما النائب جيكوب ريس موغ -الذي قاد حملة سحب الثقة عن ماي- فوصف نتيجة التصويت بأنها "فظيعة بالنسبة لرئيسة الوزراء" ودعاها إلى الاستقالة.

وفي حال فشلت ماي في إقناع الاتحاد الأوروبي بإدخال تعديلات على اتفاق بريكست، وعادت بالصيغة نفسها إلى البرلمان، فمن المتوقع أن تتعرض لهزيمة قد تكون الأسوأ لأي رئيس وزراء بريطاني بالعقود الأخيرة.

وحينها لن يكون أمامها من خيار سوى الاستقالة، أو أن يجبرها البرلمان على تقديم استقالتها. وإذا ما حل تاريخ الـ ٢١ من الشهر المقبل دون إنجاز المهمة فسيكون للبرلمان الولاية القانونية ويصبح هو المخول باتخاذ القرار بخصوص الخروج من الاتحاد الأوروبي.

المصدر : الجزيرة