السيسي يثير جدلا جديدا: لا جدوى من دراسات الجدوى

القاهرة-الجزيرة نت

جدل جديد أثاره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتعلق هذه المرة باعترافه بتجاهل دراسات الجدوى للمشروعات التي تمت في عهده، وبأنه لو كانت هذه الدراسات عاملا حاسما ما تم إنجاز نحو ثلاثة أرباع هذه المشروعات.

وخلال حديثه أمس الأحد بمنتدى أفريقيا 2018 المنعقد بمدينة شرم الشيخ، قال السيسي "وفق تقديري في مصر لو مشيت بدراسات الجدوى وجعلتها العامل الحاسم في حل المسائل كنا هنحقق 20-25% فقط مما حققناه".

لكن الرئيس المصري نفى أن يكون مقصد حديثه إغفال المسار العلمي، مبررا ذلك بأنه كان يهدف لتشغيل المواطنين، وتحقيق الاستقرار عبر إعطاء الأمل في مشروعات في البنية التحتية.

تفريعة السويس
ومنذ توليه الرئاسة عام 2014 والسيسي يعلن بين الحين والآخر عن مشروعات كبرى، يرى خبراء مختصون أنها غير ذات جدوى، وكان أبرزها حفر تفريعة جديدة لقناة السويس، وهو ما حذر منه الخبراء في ظل تراجع حركة التجارة العالمية، وعدم الحاجة لها، وهو ما تبين لاحقا حيث تكلفت المليارات دون أن تقدم أي فائدة.

وظلت إيرادات قناة السويس على حالها، بينما اعترف محافظ البنك المركزي السابق ببعض الآثار السلبية لمشروع التفريعة، ومنها استنزاف الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.

كما أعلن السيسي عن مشروع زراعة 1.5 مليون فدان، رغم تحذيرات خبراء الزراعة والمياه من عدم توفر المياه اللازمة للزراعة، خاصة مع معاناة مصر من الفقر المائي، فضلا عن الأخطار المستقبلية لسد النهضة الإثيوبي الذي يهدد حصة مصر من مياه النيل، وهو ما شدد عليه مرارا وزير الري والموارد المائية الأسبق نصر الدين علام.

وفي مارس/آذار 2015 وقع السيسي على اتفاقية سد النهضة مع إثيوبيا والسودان، وهو ما أتاح لأديس أبابا طلب قروض من البنوك الدولية لاستكمال أعمال بناء السد، وهي القروض التي كانت متوقفة على إعطاء مصر الشرعية القانونية لأعمال بناء السد.



سخرية النشطاء
وأثارت تصريحات السيسي بشأن دراسات الجدوى سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فغرد محمد عجلان بقوله "رئيس بلا جدوى، طبيعي أن يتجاهل دراسات الجدوى".

وعدد الناشط أحمد حسام المخاطر التي تعرضت لها مصر بسبب عدم تنفيذ مشروعات دون دراسات جدوى، وقال "بدون دراسات الجدوى والعنترية في تنفيذ مشروعات واعية، البلد أفلست والدين زاد واضطررنا للتعويم، ولسه، وبنشهد حركة تباطؤ غير طبيعية الفترة ديه، ويجي وزير المالية المارونيت يقولك بنستلف عشان ناكل ونشرب، سحقا لكم".

وضرب حساب باسم "نونيان" مثالا بمشروع تفريعة قناة السويس التي اعتبرها من أسباب انهيار الجنيه، مؤكدا أن الطبقة الفقيرة هي التي تعاني من تنفيذ المشروعات دون دراسات جدوى.

وقال الحساب "حفر قناة السويس في ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة كان سيوفر الكثير من العملة الصعبة لمصر لأن تأجير الكراكات (آلات الحفر)، وتوفير الوقود تم بالعملة الصعبة".

وأضاف نونيان "من السهل على من يسكن القصر أن يصرح بعدم جدوى دراسات الجدوى إذا كانت السلبيات ستشعر بها الطبقة المعدمة بالأساس".

وكتب أيمن كمال قائلا "اعترف المشير باعتقاده بعدم جدوى دراسات الجدوى، وسبق وقال يعمل إيه التعليم في وطن ضايع، وقال المصنع يتكلف كثير ويشغل قليل، وقال أستثمر في السكة الحديد أم أضع وديعة بنكية، ولذلك نحن فقراء قوي، فقراء الفكر".

زاوية أخرى
من جهة أخرى، نظرت شيماء عرفات إلى تصريحات الرئيس المصري من زاوية أخرى أكثر خطورة، وقالت "الحكاية مش مجرد سخرية، اللي فهمته إن دراسات الجدوى الأجنبية رفضت ما هو مقبل عليه، وهو ناوي يكمل ويعمله من غيرهم… ربنا يستر".

واعتبر حساب "أبو عمر" أن تصريحات السيسي درس من دروس الجهل، بقوله "لا تسأله عن الإنجازات فهو نفسه لا يعرفها.. لكن تأكد دائما أن العلم في الراس مش في الكراس.. دا ميزة أن يحكمك عسكري لا يضيع وقته في دراسات الجدوى.. درس من دروس الجهل النشط".

وأما كريم محروس فسخر على صفحته بموقع فيسبوك من فكرة أن دراسات الجدوى تعرقل الإنجازات، واقترح ساخرا إلغاء كليات السياسة والاقتصاد، وتحويلها إلى ما سماها كلية الفلسفة الطبية، وذلك في سخرية أخرى من تصريح قديم للسيسي وصف فيه نفسه بأنه "طبيب الفلاسفة".

المصدر : الجزيرة