"معركة في ساحة مستشفى".. استياء بسبب اعتداء جديد على طاقم طبي بمصر
19/9/2022
خيمت حالة من الاستياء على الوسط الطبي في مصر، عقب نشر خبر إصابة 5 عاملين في المجال -بينهم طبيبان- جراء تعدي أهالي أحد المرضى عليهم، وذلك في مستشفى البنك الأهلي التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة التابعة للدولة.
ونشرت النقابة العامة للأطباء بيانا لها -على موقع فيسبوك أول أمس السبت- قالت فيه إن ما حدث من اعتداءات يمثّل تطورا لأحداث التعدي على المنشآت الطبية والعاملين بها، ووصفت ما حدث بأنه "معركة في ساحة مستشفى".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsتوفي لاحقا.. مستشفى مصري يطرد مسنا لإصابته بكورونا
مصر.. غضب لهدم الحكومة مستشفى عزل ميداني أقيم بالجهود الذاتية
وذكرت النقابة أن الأطباء وطاقم التمريض بقسم الطوارئ بالمستشفى استقبلوا في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري مصابين اثنين؛ أحدهما مصاب بكسر في قاع الجمجمة والآخر مصاب بكسر في عظمة الساعد.
واقعة وخسائر
وتابع البيان أن الأزمة بدأت عندما حاول شقيق أحد المصابين الدخول إلى غرفة الطوارئ، رغم توضيح أحد الممرضين له أنه يحظر الدخول في أثناء العمل، غير أنه لم يتفهم الأمر واصطحب عددا من أهل المصاب مسلحين بعصي وحوامل محاليل للاعتداء على العاملين، وفقا لما نشرته النقابة.
وأسفرت واقعة الاعتداء الأخيرة عن إصابة 5 عاملين، بينهم أطباء وممرضون وأفراد أمن، بالإضافة إلى وقوع بعض الأضرار المادية بالمستشفى مع "توقف العمل بالطوارئ اضطراريا لمدة ساعتين كاملتين، لعدم وجود أطباء سالمين".
وأوضحت النقابة أن النيابة العامة أمرت بحبس اثنين من المعتدين وجددت حبسهما 15 يوما على ذمة التحقيقات، مشيرة إلى أنها تقف ضد أي محاولات للضغط على الأطباء للتنازل.
اعتداءات ومطالبات
أعادت هذه الواقعة إلى الأذهان حوادث اعتداءات مشابهة على الأطقم الطبية بالمستشفيات، في حين أعلن نقيب الأطباء حسين خيري قيام إدارة المستشفى بتحرير محضر بالواقعة، وكلف مستشار النقابة القانوني باتخاذ إجراءات تقديم الدعم القانوني للطبيبين والعاملين المعتدى عليهم.
وأكّد عضو مجلس نقابة الأطباء أحمد حسين وقوف النقابة أمام أي محاولات للضغط على الطبيبين للتنازل عن توجيه الاتهامات للمعتدين، لافتًا إلى أنها "جريمة لا يجوز التساهل معها".
وتزايدت مطالبات الأطباء خلال الفترة الأخيرة بصدور قانون خاص بالاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين بها.
ويرى أطباء أن وقائع الاعتداءات المتكررة تعد من الأسباب الرئيسية وراء هجرة الأطباء المصريين إلى خارج البلاد، فضلًا عن آلاف الاستقالات بالعمل الحكومي، في الوقت الذي تعاني فيه المنظومة الصحية من "عجز شديد" في أعداد الأطباء.
ورأى أحمد حسين -في بيان النقابة- أن عدم الإسراع في إصدار قانون سيكون معه مزيد من الوقائع التي "تتفاقم شراستها يومًا بعد آخر"، وفقا لتعبيره.
موجة تفاعل
وأثارت هذه الحادثة موجة من التفاعل، خاصة بين الأطباء والعاملين في القطاع الطبي، إذ غرد الطبيب إبراهيم عبد الجواد -على تويتر- متسائلا كيف يمكنه الشغل في غياب الظروف الملائمة: النقود والتعليم والكرامة.
و في الاخر ييجي فزلوك يقولك ليه الأطباء بتهاجر ؟!
مفيش فلوس .. مفيش تعليم .. مفيش كرامه .. عايزني اشتغل ازاي !! #مستشفى_البنك_الاهلى https://t.co/jtC7VmILlU— Ibrahim Abdalgawad (@IAbdalgawad) September 18, 2022
وقال طبيب الامتياز شوقي راجح -في منشور على موقع فيسبوك- إن المستشفى الذي شهد الحادثة مجهز بأحدث الأجهزة لاستقبال حالات الطوارئ، ومع وجود طاقم طبي محترم داخل المستشفى، إلا أنه شهد تعديا على طاقمه، ملقيا باللوم على المعتدين.
وكانت نقابة الأطباء قد ذكرت في تقرير رسمي -نشرته أبريل/نيسان الماضي- استمرار عزوف الأطباء عن العمل داخل مصر، رغم محاولات الحكومة تحسين أوضاع الأطباء التدريبية والمادية، للحد من هجرتهم إلى الخارج.
وأوردت النقابة إحصائية تظهر أعداد من تقدموا بالاستقالة من العمل الحكومي، ووصل العدد إلى أكثر من 11 ألف طبيب خلال 3 سنوات، من بينهم 934 طبيبا استقالوا خلال الـ3 أشهر الأولى من العام الجاري فقط.