هجرت الفن سنوات وأعادها كورونا.. كويتية تحقق شهرة كبيرة بالرسم على الجلود

الرسم على الجلود أحد أهم الهويات لدى دلال بورسلي (الجزيرة)
الرسم على الجلود إحدى أهم الهوايات لدى دلال بورسلي (الجزيرة)

الكويت- ساهمت الإجراءات التي صاحبت انتشار فيروس كورونا قبل أكثر من عامين في عودة الرسامة الكويتية دلال بورسلي إلى ممارسة هوايتها المفضلة في الرسم على الجلود من جديد، كخطوة دفعتها إلى ترك عملها والتفرغ بالكامل إلى هذه الهواية.

بورسلي تدربت على فنون الرسم كافة حتى باتت محترفة في هذا المجال فتفرغت له بشكل كامل وأصبح لديها زبائن وحققت من وراء ذلك شهرة كبيرة، فقررت توسيع نشاطها الفني بالرسم على كل أنواع الجلود، والزجاج، والسيارات والدراجات النارية والتحف وغيرها.

بدأت عملها الفني هاوية في بيت يعشق الفن، وعن ذلك تقول دلال في حديث للجزيرة نت "عندما كنت صغيرة كنت أقول لجميع من يسألني ماذا تريدين أن تدرسي مستقبلاً؟ فأجيب بأنني أريد أن أصبح رسامة لقصص الأطفال، إذ تأثرت بوالدتي كثيراً والتي كانت إلى جانب عملها أمينة مكتبة في إحدى المدارس ترسم جميع لوحات المدرسة".

بورسلي ترسم على كل أنواع الجلود (الجزيرة)
الرسامة الكويتية بورسلي تخصص ورشة في منزلها لتنفيذ أعمالها في مجال الرسم (الجزيرة)

العودة للهواية

تضيف بورسلي أنه بعد وفاة والدتها ابتعدت عن فن الرسم لمدة 5 سنوات وانخرطت بالعمل في أحد البنوك، لكن عام 2019 عادت إلى الفن لتتخلص من ضغوط العمل والحياة، وعندما جاءت جائحة كورونا أصبح وقت العمل قصيرا بسبب الحظر الذي فرضته السلطات الصحية، فبات لديها وقت فراغ كبير، لتعود إلى ممارسة هواياتها بالرسم.

ولفتت إلى أنها اقتنت بعض المواد اللازمة، واستوردت بعض المواد من الولايات المتحدة، فبدأت برسم اللوحات طيلة عام 2020، لكن بسبب حبها للتصميم الذي درسته في الجامعة وتعلمته، بدأت بالتفكير في الرسم على أغراضها الخاصة مثل الحقائب ومحافظ النقود والأحذية والأكواب.

بورسلي تستخدم العديد من المواد في عملية الرسم(الجزيرة)
بورسلي تستخدم العديد من المواد في عملية الرسم (الجزيرة)

نقلة نوعية

تقول بورسلي إنها طورت معلوماتها عن طريق الإنترنت، لأن كل شيء في ذلك الوقت كان عن بُعد، ومع الممارسة اليومية زادت لديها المهارة والخبرة، واتسع الفكر والأفق، فقررت في يناير/كانون الثاني 2021 الاستقالة من الوظيفة والتفرغ للرسم والاتجاه إلى هذه المهنة، فكانت نقلة نوعية في حياتها، وتحول هذا العمل إلى مصدر رزق، وأصبحت ترسم وتبيع.

أما عن الرسم على الجلود، فتقول "أحببت التخصص في هذا المجال لأنني لاحظت السنوات الأخيرة اتجاه الفنانين العالميين للرسم على الماركات، فبدأت عام 2019 بذلك شيئاً فشيئاً، وعام 2020 أصبحت محترفة في هذا النوع من الفن وأصبح لدي حالياً زبائن لدرجة أن الحجز يتم قبل فترة شهر تقريبا".

وتوضح بورسلي أنها وجدت شغفها وحبها في هذه المهنة وقدمت تضحيات كبيرة من أجل الاستمرار بها، أهمها الاستقالة من العمل، خصوصاً أن العمل في البنوك يعتبر من الوظائف المميزة، والكثير يتمنى العمل فيه، إلا أنها تخلت عن الأجر الكبير الذي كانت تتقاضاه، من أجل هوايتها مما أدى إلى ملامة الناس وخوف الأهل من هذه الخطوة، لأنهم يعتقدون أن الوظيفة أمان للإنسان، وفق تعبيرها.

بورسلي ترسم على كافة مقتنياتها (الجزيرة)
الزبائن يفضلون كما تقول بورسلي الرسم على كافة مقتنياتهم الشخصية (الجزيرة)

إقبال شبابي

أشارت بورسلي إلى أن هناك إقبالا كبيرا من فئة الشباب لاقتناء الأشياء المميزة كالرسم على الجلود أو الرسم على المقتنيات الخاصة بهم مما جعل الطلب على رسوماتها يزداد يوما بعد يوم، الأمر الذي دفعها إلى العمل لساعات طويلة من أجل إنهاء طلبات الزبائن.

وأضافت الرسامة الكويتية -التي تخصص مكاناً خاصاً لديها بالمنزل لممارسة مهنتها- أنها تنجز خلال الشهر الواحد نحو 30 قطعة، لأن هذا النوع من الفن يحتاج إلى تركيز.

وتضيف بأن حبها الكبير للرسم على الجلود بأنواعها المتنوعة، مثل الجلود والأحذية والحقائب والملابس، دفعها لتجربة الرسم على أشياء أخرى، فتوسعت بذلك وأصبحت ترسم على الأكواب، والدراجات النارية، والسيارات، والخوذ، وأواني النباتات، والمرايا الزجاجية، والقبعات، وغيرها.

وتنصح بورسلي، التي درست تصميم الديكور الداخلي، أي إنسان بأن يصدق نفسه حتى يصل إلى ما يريد، فالنجاح ليس له وقت أو عمر محدد.

المصدر : الجزيرة