الشرطة الهندية تصنف السمبوسة والكاري عدوا يجب مواجهته

حاول قائد شرطة في جزيرة هندية فرض برنامج صحي على رجال الشرطة لتخفيف أوزانهم، إذ كان يعتقد أنه إذا كان القائد يراقب وزن ضباطه فإنهم يستطيعون المحافظة عليه، والحفاظ على لياقتهم البدنية.

وفي مقالها الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية، قالت الكاتبة سوهاسيني راغ إنه بالنسبة لشيترا، الضابطة في قوات الشرطة الهندية، فإن المسؤوليات التي تقع على عاتقها جعلتها تتبع نمط حياة غير صحي، إذ باتت ساعات العمل غير المنتظمة مصدرا للتوتر، علاوة على أن الوقوف للحراسة لمدة طويلة أضر بركبتيها، فضلًا عن أن رعاية ابنها الصغير لوقت متأخر من الليل والاستيقاظ في الساعة 4:30 صباحا لأداء الأعمال المنزلية جعلها تعاني من حالة إرهاق متواصلة.

الوزن الزائد لضباط الشرطة

وتبيّن الكاتبة أن الهند -البلد الذي كان يعاني من نقص التغذية تاريخيًا- بات سكانها يعانون من الوزن الزائد، وضباط الشرطة ليسوا استثناء، ولكن في إقليم جزر"أندمان ونيكوبار" -حيث تخدم شيترا- أعلنت الشرطة أن وجبات الكاري الكريمي واللحوم الزيتية والكربوهيدرات عدوها الأول، لذلك دعت السلطات الضباط إلى تبني عادات صحية وممارسة الرياضة.

وتكشف الكاتبة أن الضغط امتد إلى ما وراء هذه الجزر البعيدة، التي وجد مسح صحي حكومي أنها من المناطق التي يعاني معظم سكانها تقريبا من الوزن الزائد في الهند، وذلك من أجل تكوين ضباط يتمتعون بصحة أفضل.

ففي ولاية البنجاب الشمالية منعت محكمة رجال الشرطة الذين يعانون من زيادة الوزن من شن مداهمات على المهربين وباعة المخدرات لأنهم لن يتمكنوا من الجري بالسرعة الكافية لاعتقالهم.

وتذكر الكاتبة أن الضابط المخضرم ساتيندرا غارغ الذي يقف وراء الحملة، يأمل في جعلها نموذجا للمقاطعات في جميع أنحاء البلاد.

وتوضح الكاتبة أنه بدلاً من تناول الوجبات الخفيفة في الشارع مثل الخبز المقلي المليء بالدهون والسمبوسة أثناء العمل، تقوم الضابطة شيترا بتعبئة بعض الأطعمة الصحية مثل التمر والخيار.

ويقول غارغ واصفًا الجزر التي تعد كنزًا طبيعيا للهند ببحيراتها المتلألئة ومئات أنواع الطيور النادرة فيها، إنه "مكان جميل يقع على البحر. لماذا يجب أن يكون الناس غير أصحاء وبدينين هنا؟"، كما يعتقد غارغ أن نمط الحياة الصحي والانضباط الصارم ضروريان لضبط الأمن، فعندما تولى منصب قائد الشرطة في أندمان ونيكوبار عام 2020 سنّ سياسة عدم التسامح مطلقًا مع المسؤولين الفاسدين وعزل عن العمل الضباط الذين يتغيبون كثيرا ويفرطون في شرب الخمر.

وزن وطول الجنود

وسعى غارغ -بحسب الكاتبة- إلى قياس نسب الوزن إلى الطول لجميع الجنود المنتشرين البالغ عددهم 4304، وعلى إثر ذلك اكتشف أن ما يقارب 50% إما يعانون من زيادة الوزن وإما من السمنة. في البداية، كان ينوي تقديم المشورة الشخصية لمئات الضباط الذين يعانون من السمنة المفرطة، ونقل ما تعلمه من العلوم الصحية عندما كان يعاني من مرض في الكبد، ولكنه اضطر للتخلي عن تلك الخطة بسبب تفشي جائحة كوفيد-19، وبدلاً من ذلك قرر فرض خطة صحية على اثنين من الضباط البدناء على أمل أن تكون رحلتهما لفقدان الوزن مصدر إلهام للبقية. وقد كان يعتقد أن القائد الذي يراقب وزن ضباطه، سيحرص رجاله على الحفاظ على لياقاتهم البدنية.

لذلك بدأ غارغ في التحول الصحي لجوني واتسون (34 عامًا) ضابط في بورت بلير، الذي كان قبل عام يزن 231 رطلا (105 كيلوغرامات)، وكان يواجه مشكلة الجلوس في مراحيض على الطراز الهندي ولم يتمكن من الجري بسرعة كافية للقبض على الصيادين الذين يصطادون الغزلان، ووصل وزنه حاليًا إلى 189 رطلا (86 كيلوغراما). ومن خلال اتباع نمط غذائي تمكّن من تعديل مستوى ضغط دمه وتقليص حجم خصره 4 بوصات، وتوقف أصدقاؤه عن تلقيبه "بالفيل الصغير" وباتوا يطلبون منه بدلاً من ذلك تقديم نصائح تساعدهم على إنقاص الوزن.

نظام العمل المكثف!

وتشير الكاتبة إلى أن نظام العمل المكثف كان يجبر واتسون على تناول السمبوسة والبعد عن النظام الغذائي الذي أوصى به قائد الشرطة غارغ. ولهذا السبب حثه رئيسه على زيادة تناول الدهون الصحية وتناول العشاء قبل النوم بخمس ساعات على الأقل، ويقول واتسون إنه كافح من أجل التوقف عن تناول الحلويات لكنه نجح في نهاية المطاف.

وتؤكد الكاتبة أن الضباط الهنديين يعملون في المتوسط 14 ساعة في اليوم، ووجدت الدراسات الاستقصائية أن الغالبية العظمى من الضباط يعتقدون أن عبء ساعات العمل الطويلة يؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية.

ويعمل غارغ على جمع بيانات كافية حتى يتمكن صانعو السياسة من تطوير برنامج لمراكز الشرطة في جميع أنحاء الهند، وحسب شيترا فإن مبادرة قائد الشرطة كانت الأولى من نوعها التي تولي اهتماما بصحة الضباط.