بيوت فارغة ومساجد ممتلئة.. كيف يحيي أهالي كربلاء ليلة القدر؟

يتجه العراقيون إلى المساجد والأماكن الدينية التماسا لليلة القدر ومشاركة الجموع في إحياء هذه الليلة المباركة.

أهالي كربلاء يحيون ليلة القدر بالذكر وقراءة القرآن والصلاة (الجزيرة)

كربلاء- ينتظر أهل العراق كل عام شهر رمضان لإحياء الأمسيات الدينية واللقاءات العائلية، وخاصة في ليلة القدر، ففي حين ييمم معظم أهالي كربلاء وجوههم إلى مرقد الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه) يتجه الأهالي في بقية المحافظات الأخرى إلى المساجد والحسينيات الصغيرة.

تقصد أم مريم (54 عاما) حرم مرقد الإمام الحسين برفقة بناتها الثلاث وعدد من نسوة المنطقة لإحياء ليلة القدر بالذكر وقراءة القرآن والصلاة حتى الفجر، في وقت يتجه أولادها الخمسة إلى إحدى الحسينيات لإحيائها أيضا.

معظم أهالي كربلاء يقصدون حرم مرقد الإمام الحسين لإحياء ليلة القدر (الجزيرة)

وتقول المواطنة التي تقطن مدينة طويريج، على بعد 25 كلم شرق مدينة كربلاء جنوب بغداد، إنها تبدأ بترتيبات المنزل منذ الصباح وتعمد إلى أخذ قسط من الراحة أيضا قبيل وقت الإفطار حتى يتسنى لها إحياء ليلة القدر بشكل صحيح خاصة وأنها ليلة واحدة في العام، وتستحق أن يكرس المرء كل وقته من أجلها.

الحسناوي: في ليلة القدر ترفع أعمال العباد وتقدر لهم الأرزاق والأعمار (الجزيرة)

خشوع ورهبة

ويتجه أغلب الأهالي إلى المساجد والأماكن الدينية التماسا لليلة القدر ومشاركة الجموع في إحياء هذه الليلة المباركة.

يقول أبو علي صاحب حسينية صغيرة داخل كربلاء "أعمد اعتبارا من يوم 23 رمضان إلى تجهيز أنواع من الأرز والدجاج واللبن للزائرين بعد الإفطار، خاصة وأنهم يبيتون إلى الفجر يصلون ويقرؤون القرآن".

ولا خلاف بين المسلمين على أن ليلة القدر من الليالي المباركة العظيمة في رمضان الذي أنزل فيه القرآن، كما أنه لا خلاف بين طوائف المسلمين سنة وشيعة على أنها إحدى ليالي العشر الأواخر من الشهر المبارك، ولكن هناك من يقول إنها من الليالي الفردية، ويركز أبناء الطائفة الشيعية على 20 و23 و27 رمضان، في حين يؤكد المذهب الشافعي أن الأعمال الخاصة بهذه الليلة يجب أن تبدأ من 19 إلى اليوم ليلة 29 من رمضان، كما يقول الشيخ صادق الحسناوي.

وعن فضل ليلة القدر قال الحسناوي "هي خير من ألف شهر كما جاء في القرآن الكريم، وهي إشارة إلى أن القرآن أنزل في ليلة مباركة" ويحييها المسلمون لما فيها من الفضل والبركة، وفيها ترفع أعمال العباد وتقدر لهم الأرزاق والأعمار وما شاكل ذلك.

وعن أعمال الليلة يرى الشيخ أنها تؤدى جماعة أو فرادى وأنها تبدأ بالاغتسال والدعاء مثل "اللهم إني أسألك بكتابك المنزل وأسمائك الحسنى أن تجعلني من عتقائك من النار".

المصدر : الجزيرة