لمساعدة الصم والبكم.. شاهد- طالب مصري يبتكر نظارة تترجم الأصوات إلى لغة الإشارة

مشروع النظارة الذي استمر على مدار 6 أعوام سيكون بمنزلة الحل لمشكلة 466 مليون شخص في شتى أنحاء العالم، منهم 9 ملايين أصم داخل مصر.

"مرحبا.. اسمي عمر".. عبارة قصيرة قد تكون بداية لمشروع كبير.. فقد صمم طالب هندسة مصري نظارة ذكية لترجمة الأوامر الصوتية القصيرة إلى لغة الإشارة التي يفهمها ضعاف السمع في محاولة لتطوير أداة تذلل أمامهم عقبات التواصل وتساعدهم على فهم الآخرين.

والنظارة ابتكرها عمر عبد السلام الطالب المصري في كلية الهندسة بجامعة المنصورة، نموذجا أوليا من نظارة تحول الأصوات إلى لغة الإشارة وذلك بغرض مساعدة الصم والبكم.

تقنية النظارة

تلتقط كاميرا صغيرة مثبتة على الجهاز الإشارات الصوتية من السماعة، وباستخدام الذكاء الاصطناعي تستطيع ترجمتها في اللحظة نفسها إلى لغة الإشارة بحيث يراها مستخدم النظارة على شاشة صغيرة مدمجة.

وصُمّمت العدسة الصغيرة بطريقة تجعلها تظهر كأنها على بعد نحو نصف متر من العين كي لا تعيق الرؤية وتؤثر في النظر، بغية تسهيل التواصل بين من لا يستطيعون السمع ومن لا يفهمون لغة الإشارة.

طالب مصري يبتكر نظارة تترجم الأصوات إلى لغة الإشارة
طالب مصري يبتكر نظارة تترجم الأصوات إلى لغة الإشارة (مواقع التواصل)

وقال عمر عبد السلام لرويترز إن "فكرة النظارة أن الأصم يلبسها وعندما يتحدث إليه أحد يضغط الأصم على زر معين، فتبدأ ترجمة صوت الناس إلى لغة الإشارة التي تظهر له على شاشة أمام العين في الوقت نفسه، ورغم أن الشاشة قريبة من العين فإنه (الأصم) يرى الصورة كأنها على بعد نحو نصف متر من العين، حتى لا تؤثر في النظر".

وأضاف "كذلك يمكن للأصم عمل إشارة النظارة عن طريق حساسات تترجم الإشارات إلى صوت يخرج من السماعات، ومن ثم يفهم الشخص العادي ما يريد الأصم قوله".

واعتمد عبد السلام في وضع الأساس لتصميمه على عدد قليل من المنتجات المتاحة في الولايات المتحدة لكنه لا يزال يرى أن قدراتها محدودة. وبطريقة مشابهة، إذا أراد المستخدم قراءة كتاب، فإن النظارة تستخدم الواقع المعزز لالتقاط الصورة على الصفحة وتحويلها إلى لغة الإشارة.

جهد 6 أعوام

وعلى مدى الأعوام الستة الماضية، تطور التصميم من مجرد تطبيق على الهاتف المحمول إلى صورته الحالية لكن محدودية الموارد جعلت نموذجه الأولي مجرد نسخة يدوية غير جاهزة للإنتاج.

ويقول عبد السلام أيضا إن تصميمه يستطيع ترجمة كلمات محدودة ولغة الإشارة ولا يفهم سوى الأوامر الصوتية باللغة الإنجليزية، ويعمل على أن لا تظل النظارة يدوية الصنع، وعندما تصبح منتجا نهائيا مصنعا ستكون قابلة للاستخدام دون أي تقنية.

من جانبه قال بيشوي عماد، وهو مترجم بلغة الإشارة، إنه يرى أن النظارة إشارتها صحيحة وستساعد كثيرا الصم وضعاف السمع، حسب ما صرح لرويترز.

وكان عبد السلام (19 عاما) قال، في منشور له بفيسبوك، إن النظارة فضلا عن ترجمة الأصوات، فهي تحول لغة الإشارة من الشخص الذي يلبسها إلى أصوات تظهر أمام العين، وتساعده على القراءة، إذ تترجم النص المكتوب إلى لغة الإشارة.

وأضاف أن المشروع الذي استمر على مدار 6 أعوام سيكون بمنزلة الحل لمشكلة 466 مليون شخص في شتى أنحاء العالم، منهم 9 ملايين أصم داخل مصر.

وظهر عبد السلام في أحد البرامج الحوارية، وارتدى النظارة على الهواء مباشرة، وبدأ يقول بعض الجمل مثل "أنا اسمي عمر، وأنا أحبك"، وهو ما ترجمته النظارة بنجاح.

وتوقع الطالب بالفرقة الأولى بكلية الهندسة أن يبلغ سعر النظارة 8500 جنيه (الدولار نحو 15.68 جنيها مصريا)، ويسعى إلى بيعها لمؤسسات خيرية حتى تبيعها للصم بأسعار أقل، مشيرا إلى أنه يجري دراسة شاملة للسوق من أجل تقليل السعر، ومساعدة أكبر عدد من الصم.

ولادة الفكرة

وأوضح أن الفكرة جاءت عندما تعطل إطار سيارة والده فاستعانا بفني لإصلاحها لكنهما فوجئا به لا يسمع ولا يتكلم، وليس لديه قدرة على القراءة، فصعّب ذلك مهمة التواصل معه، لا سيما أنهم ليسوا على دراية بلغة الإشارة.

ويأمل عبد السلام أن يصل اختراعه إلى السوق ويحسن نوعية الحياة لمن هم في أمس الحاجة إليه.

المصدر : رويترز