مصارعة حرة ويوغا ورقص.. عروض ترفيهية لدعم حملات التطعيم في المكسيك
غيرت السلطات المكسيكية إستراتيجيتها فركّزت حملاتها في عدد من المراكز الكبيرة التي سرعان ما بدأت تتنافس في ما بينها لجذب الناس وتحويل التطعيم إلى تجربة ممتعة.
في محاولة لتشجيع الإقبال على تلقي لقاحات كورونا، تقدم مراكز التطعيم في العاصمة المكسيكية عروضا ترفيهية متنوعة، تشمل الغناء والرقص وجلسات لليوغا وعروضا يقدمها أبرز نجوم المصارعة الحرة في البلاد.
ففي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes) الأميركية، تقول الكاتبة ناتالي كيتروف إن السلطات المكسيكية ومراكز التطعيم في مكسيكو سيتي شرعت في تقديم هذه العروض لجذب كبار السن بعد أن لاحظت ضعف الإقبال وتعثر عمليات التطعيم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبأنامل طفلة عراقية.. رسوم كرتونية لتوعية الصغار بمخاطر كورونا
“حسن الجوار”.. مبادرة في كندا لطفلة مسلمة تتحول لمشروع خيري ضخم يضم جيشا من المتطوعين
مليون ونصف خطوة مشيا لجمع التبرعات لضحايا كورونا.. مُسن يصبح أيقونة في صفوف مسلمي بريطانيا
انتشار مقلق
وتزداد أهمية هذه الجهود نظرا إلى الانتشار المقلق للفيروس في أميركا اللاتينية وجهود التطعيم المتعثرة في كثير من دولها، في ظل تفاقم المخاوف أخيرا بسبب الانتشار السريع للسلالة المتحورة التي اكتُشفت أول مرة في البرازيل.
وسجّلت المكسيك المركز الثالث لأعلى عدد من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في العالم، ويرجع ذلك بالأساس إلى أن الحكومة لم تتخذ تدابير إغلاق صارمة خوفا من الإضرار بالاقتصاد، وكذلك لم تجر اختبارات كورونا على نطاق واسع.
إستراتيجية بديلة
وكان اللقاح يمثل الحلّ الوحيد لهذا الكابوس لكن حملات التطعيم سارت في البداية ببطء شديد، إذ وزّعت اللقاحات على عشرات المدارس والعيادات الطبية دون رقابة كافية وأصبح الوضع مضطربا.
حينئذ غيرت السلطات إستراتيجيتها وركزت حملاتها في عدد من المراكز الكبيرة التي سرعان ما بدأت تتنافس في ما بينها لجذب الناس وتحويل التطعيم إلى تجربة ممتعة، فارتفع الإقبال منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
تقول بياتريس إسكيبيل، المشرفة على مواقع التطعيم في المدينة، إن "من الصعب الجزم بأن تلك العروض تزيد الإقبال على التطعيم لكن من الواضح أن الناس أصبحوا يشعرون بارتياح أكبر في مراكز التطعيم بفضل هذه الأنشطة. لقد كان كبار السن قلقين من أن يصيبهم اللقاح بالمرض أو من احتمال حقنهم بالهواء عوضا عن الدواء".
وعلّقت فلورا غولدبرغ (86 عاما) بعد حصولها على اللقاح قائلة إن عملية التطعيم كانت منظمة وجيدة، على عكس كل ما فعلته الحكومة سابقا منذ انتشار الوباء، وأضافت "كان بإمكاننا تجنب آلاف من الوفيات لو أنهم أخذوا الأمر على محمل الجد منذ البداية".
أجواء مريحة
وفي الملعب الذي استضاف دورة الألعاب الأولمبية 1968، والذي يحتضن حاليا أحد مراكز التطعيم في العاصمة المكسيكية، رقصت ماريا سيلفا بعد حصولها على الجرعة الثانية من لقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca)، على أنغام الموسيقى مع عدد من المصارعين المقنعين وقالت بسعادة إن "قليلا من الفرح يعيد إحياء ما بداخلك".
وفي ظلّ إغلاق حلبات المصارعة الحرة في أنحاء البلاد بسبب الوباء، استغلّت الحكومة نجوم لعبة "لوتشا لايبريه" في حملات التوعية بارتداء الأقنعة، وفي التشجيع على تلقي اللقاح في الأيام الأخيرة.
وترى فرانسيسكا رودريغيز أن الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قام بعمل مميز في إدارة الوباء على الرغم من أنه كان عرضة للانتقادات بسبب رفضه تطعيم العاملين في المستشفيات الخاصة بحجّة أنهم قادرون على الانتظار وقتا أطول من الفرق الطبية في المستشفيات الحكومية.
ويقول لويس غونزاليس (68 عاما) وهو يصوّر الأجواء الاحتفاليّة بهاتفه "سيسألني أطفالي كيف كان الأمر، لذلك سأقدم لهم هذه اللقطات". وعندما أصيبت زوجته بفيروس كورونا قبل 4 أشهر، جلس إلى جانبها وشاهدها تموت أمام عينيه في المنزل بانتظار سيارة إسعاف.