رزق للصيادين وحماية للبيئة.. مبادرة شبابية لتنظيف النيل من البلاستيك

لفتت مبادرة "فيري نايل" (Verynile) الأنظار في مصر، بعدما نجحت في جمع نحو 54 طنا من النفايات من نهر النيل، بمشاركة 3800 متطوع، وذلك عبر 39 حملة تنظيف جرت خلال عامين في 5 محافظات مصرية.

وبسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة جائحة كورونا، ومنع التجمعات البشرية على مدى الشهور الماضية؛ اتجهت المبادرة نحو جزيرة "القرصاية" (وسط نهر النيل) لمساعدة الصيادين ماليا وصحيا، وفي الوقت نفسه إشراك الصيادين في مهمة تنظيف النهر، الذي يمثل شريان حياة بالنسبة لمصر.

وقامت المبادرة بإشراك الصيادين في عملها في ظل قلة الأسماك نتيجة زيادة التلوث، حيث يقوم الصيادون بجمع الزجاجات البلاستيكية من مجرى النيل وبيعها عبر المبادرة إلى مصانع إعادة التدوير، وهو ما يساعد الصيادين في التغلب على الأزمة الاقتصادية من ناحية، وفتح الباب للتخلص من التلوث وعودة الأسماك من جديد من ناحية أخرى.

ويقول الصيادون إن العائد المالي من المبادرة يساعدهم في شراء مستلزمات الصيد أو تحديث ما لديهم من أدوات، كما أن التقليل من كمية مخلفات البلاستيك في النيل من شأنها أن تساعد في زيادة الأسماك به.

ولم يتوقف عمل المبادرة على الصيادين فقط، حيث اتجهت لمساعدة نساء القرى عبر توفير خامات البلاستيك من منازل الأصدقاء والمتبرعين، وتدريب النساء على صناعة منتجات من البلاستيك وبيعها عبر المبادرة.

يذكر أن المبادرة تم تأسيسها من مجموعة حملات شبابية مهتمة بالعمل التطوعي والأنشطة البيئية، بالتعاون مع النادي المصري للتجديف، الذي كان مرساه نقطة الانطلاق.

واستهدفت المبادرة في الأساس التوعية بخطورة الإسراف في استخدام المنتجات المصنوعة من البلاستيك وضرورة عدم إلقائها في نهر النيل، فضلا عن التوعية بأهمية التقليل من استعمال البلاستيك بشكل عام، خاصة أنه يحتاج فترة طويلة تصل إلى 30 عاما حتى يتحلل وتتخلص البيئة من آثاره.

المصدر : الجزيرة