لوبوان: جلس عليه في أور العراقية.. ما حقيقة اختفاء كرسي البابا؟

الجدل عن مصير الكرسي الذي أقام عليه البابا قداس "الصلاة الإبراهيمية" في أور بدأ بعد انتهاء زيارة البابا للعراق

الكرسي الذي جلس عليه بابا الفاتيكان في القداس الذي أقيم في أور التاريخية (رويترز)

يدور جدل كبير في العراق عن سر اختفاء الكرسي الذي جلس عليه بابا الفاتيكان فرانشيسكو أثناء إقامة الصلاة الموحدة في مدينة أور التاريخية في ذي قار بجنوب البلاد السبت الماضي، حيث ترجح مصادر أنه سُرق ونُقل خارج البلاد، فيما نفت الشركة المالكة له ذلك، ووصفت هذه التقارير بأنها عارية عن الصحة تماما.

وفي تقرير لها عن الحادثة التي تناقلتها وسائل الإعلام، تقول مجلة لوبوان الفرنسية (Le Point) إن عملية السرقة جاءت لتذكر الشعب العراقي بحجم الفساد المتغلغل في كل مفاصل الدولة.

وكان البابا قد وصل للعراق نهاية الأسبوع الماضي في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها للبلاد. وبعث خلال الزيارة التي استغرقت 4 أيام، رسائل مشحونة بالأمل إلى الشعب العراقي، داعيا لتجاوز الخلافات.

من سرق الكرسي؟

وبعد انتهاء زيارة البابا للعراق، بدأ الجدل عن مصير الكرسي الذي أقيم عليه قداس "الصلاة الإبراهيمية" في مدينة أور.

وقد اختفى الكرسي بعد مغادرة البابا، وهو ما دفع الكثيرين للتساؤل عن حقيقة ما حدث، وهل يتعلق الأمر بعملية سرقة، أم أن الشركة التي نظمت الحدث هي التي استولت عليه؟

في هذا الشأن، صرح مصدر لم يذكر اسمه لصحيفة عراقية، بأن الشركة اللبنانية المنظمة لحفل البابا في مدينة أور، وهي مكلفة من قبل رئاسة الجمهورية، سرقت كرسي البابا الذي جلس عليه وأقام الصلاة الموحدة. وأكد المصدر ذاته أنه كان من المفترض أن يبقى الكرسي داخل العراق، ويوضع في متحف ذي قار.

ونقل موقع رصيف 22 عن مسؤولين سياسيين عراقيين تأكيدهم أن الشركة اللبنانية هي التي نقلت الكرسي خارج العراق، في حين قال آخرون إن عاملة في الشركة هي من قامت بالسطو عليه وتهريبه إلى خارج البلاد.

وعلق السياسي العراقي مشعان الجبوري على الحادث بالتغريد على تويتر قائلا "هناك أخبار عن قيام الشركة اللبنانية التي تعاقدت معها رئاسة الجمهورية لتنظيم استقبال الحبر الأعظم بسرقة الكرسي الذي جلس عليه البابا خلال إقامة قداس صلاة الأديان في أور التاريخية بمحافظة ذي قار وربما نجحت في إخراجه من العراق".

وعلق الصحفي والباحث العراقي رعد هاشم على اختفاء الكرسي بتغريدة قال فيها إنه "نقلا عن مصدر مطلع، الكرسي يعتبر الوحيد من نوعه في العالم، كونه أقيم عليه قداس للمرة الأولى في التاريخ، ورجح المصدر، أن يتم عرض الكرسي خارج العراق بمزاد علني وسيكون سعره بملايين الدولارات، مما يعني أن العراق خسر أثرا تاريخيا من آثاره المهمة".

نفي السرقة

في المقابل، أكد مصدر حكومي أن الكرسي وباقي المقتنيات التي استخدمت لاستقبال البابا في أور مملوكة للشركة اللبنانية التي تعاقدت معها شركة نفط ذي قار من أجل تنظيم الاحتفال.

وقد دافعت شركة نفط ذي قار عن الشركة اللبنانية المتهمة، وأكدت أن الكرسي الذي جلس عليه البابا وبقية التجهيزات والمعدات تعود بالأساس للشركة اللبنانية المتخصصة بتنظيم الحفلات والضيافة.

وذكرت صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية أن مفتشية آثار محافظة ذي قار كانت قد طلبت من شركة النفط التنازل عن الكرسي الذي جلس عليه البابا لفائدة متحف الناصرية.

وتعليقا على ذلك نفت شركة باك ستيج (backstage ) التي أشرفت على ترتيبات الزيارة بالاتفاق مع السلطات العراقية ما ورد في وسائل الإعلام ومواقع التواصل
الاجتماعي بشأن سرقة الكرسي، ووصفته بأنه عار عن الصحة تماما وتشويه لسمعة العراق وسمعتها.

وأكد مدير الشركة محمد ظافر العلوي، في بيان وصلت نسخة منه للجزيرة نت، أن الكرسي الخاص بجلوس البابا ملك للشركة المنفذة، وهي التي قامت بتصنيعه لهذه المناسبة، وقررت إدارتها أن تهديه إلى الجهات الحكومية العليا التي قامت بتكليفها بتوجيه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، للحرص على هذا الكرسي من الضياع والتلف ولأهميته التاريخية، تم تسليم الكرسي يوم 7 مارس/آذار 2021.

وأشارت إلى أن "باك ستيج" شركة عراقية بشراكة لبنانية، وهي ملتزمة بتنفيذ جميع القرارات العراقية التي تصدر من الدولة بشكل عام.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفرنسية + مواقع التواصل الاجتماعي