لمواجهة كورونا.. الوشاح وسيلة تمنع الناس من لمس الوجه

A model wears a black veiled fascinator with bow and a sleeveless white silk adorned top, at the Giambattista Valli fashion show, where the designer presented his collection created in collaboration with fast-fashion giant H&M, in Rome, Italy October 24, 2019. Picture taken October 24, 2019. REUTERS/Remo Casilli
عارضة أزياء ترتدي وشاحا أسود (رويترز)

كطبيب وأستاذ ومؤسس مجموعة إغاثة طبية دولية، يقول بن لابورت إن وباء كورونا يمثل تحديات جديدة في مجال عمله لأن المعلومات الآن تنتقل بسرعة البرق، وكذلك الارتباك والمعلومات الزائفة ونظريات المؤامرة.

وكل يوم هناك إرشادات جديدة نحتاج إلى اتباعها لإبقاء أنفسنا ومن حولنا محميين قدر الإمكان، ومع ذلك يبدو الأمر خارجا عن السيطرة حتى الآن.

ويرى لا بورت -في مقالة نشرت في نيوزويك- أن هناك شيئا نستطيع كلنا السيطرة عليه ألا وهو تفاعلاتنا مع أجسامنا. ولهذا دشن حملة جديدة أطلق عليها "لا تلمس وجهك" للتدريب على ضرورة تغيير عاداتنا أثناء استجابتنا للوباء.

وأشار إلى أنه من شبه المستحيل ترك عادة لمس الوجه، لأنه بحسب مجموعة من الدراسات فإن الناس يلمسون وجوههم أكثر من عشرين مرة في الساعة ولأسباب متنوعة منها تعديل المظهر والتواصل أثناء الحديث، بل وحتى لتهدئة النفس (لمس الوجه يغير بالفعل موجات الدماغ بحسب الدراسات).

ويذكر لا بورت أنه في أوقات الحاجة الملحة وعندما تقل الموارد غالبا ما تكون أفضل الحلول مبتكرة وميسورة التكلفة ومتاحة وسهلة التنفيذ. وبهذه الروح يقترح حلا جديدا لوصية "لا تلمس وجهك" ألا وهو العودة إلى الحجاب أو الوشاح أو بدلا من ذلك الحصول على ناموسية، كعادة الأطباء المتنقلين الذين يعملون مباشرة في المجتمعات المتأثرة بالأمراض الاستوائية حيث إنهم غالبا ما يكون لديهم ناموسية في معداتهم.

وإذا لم يتوفر فيمكن أن يصنع الشخص، رجلا أو امرأة، نسخته الخاصة من الحجاب أو غطاء الوجه بكل بساطة باستخدام المواد المنزلية.

وقبل أن تقولوا هذا جنون دعوني أسأل: إذا بدأنا من فرضية أن لا أحد منا يجب أن يلمس وجهه أثناء الوباء، ونقر أيضا بأن كسر هذه العادة أمر في غاية الصعوبة، فإن الوصية هي أن يضع الناس حاجزا حرفيا من اليقظة لتثبيط هذه العادة.

وللمزيد من الإيضاح، كما يقول لابورت، دعوني أوضح لكم معنى مصطلح طبي ربما ترونه كثيرا في الأخبار الآن وهو "انتقال مسبب العدوى". فمسببات العدوى أشياء عندما تكون ملوثة بالجراثيم، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، يمكنها نقل الجراثيم إلى مضيف جديد، كأن يكون مشرطا طبيا أو هاتفا أو قلما أو مقبض باب أو ملعقة أو شاشة باللمس أو مفتاح إضاءة، وبعبارة أخرى أي وسط يمكن لجرثومة أن تعيش فيه لفترة طويلة بما يكفي ليتلوث بها شخص مريض.

وانتقال مسبب العدوى يمكن أن يتم من خلال مجموعة متنوعة من الطرق: السعال والعطس والتنفس أو تنظيف المرحاض ومسببات الأمراض المتطايرة، وحتى استخدام مجففات الأيدي التي يمكن أن تشتت البكتيريا في أنحاء الغرفة. لكن إحدى أكثر الطرق شيوعا لانتقال مسببات العدوى هي عندما تنشر الأيدي الملوثة الجراثيم على الأسطح المشتركة.

وختم لابورت مقاله بأن الوشاح الذي يصنعه الشخص بنفسه أو الناموسية التي يشتريها لن تحميه من استنشاق الرذاذ لكنه سيعمل على منعه من لمس وجهه. وبما أن هذا الحل سهل ورخيص وبسيط فيمكن تنفيذه فورا، والأهم من ذلك أنه شيء يمكن للشخص أن يفعله لحماية نفسه لأن عدم لمس الوجه أصعب بكثير من فعل شيء يمنع لمسه.

المصدر : نيوزويك