في زمن كورونا.. التونسيون يقبلون على طبق "صحفة الثوم"

في ركن بنهج "مرسيليا" وسط العاصمة تونس، تتوافد أعداد كبيرة من التونسيين من مختلف الفئات والأعمار، بحثًا عن "صحفة ثوم" (طبق ثوم) يعتقد أغلبهم بقدرته على الوقاية من فيروس "كورونا المستجد". ففي هذا النهج، يوجد أحد أشهر المحلات المتخصصة في هذا الطبق التونسي، الذّي يعرف هذه الأيام إقبالًا غير مسبوق مقارنة ببقية فصول السنة. تتكون "صحفة الثوم" من ثوم مهروس وزيت زيتون وبيض مسلوق وتونة وهريسة (فلفل تونسي حار) وسلطة مشوية (فلفل مشوي) وزيتون وأجبان. وسجلت تونس، الأربعاء، إصابة جديدة بالفيروس، ما رفع عدد المصابين إلى 7.
صحفة الثوم تتكون من ثوم مهروس وزيت زيتون وبيض مسلوق وتونة وهريسة (فلفل تونسي حار) وسلطة مشوية وزيتون وأجبان (الأناضول)

في ركن بشارع مرسيليا (وسط العاصمة تونس) تتوافد أعداد كبيرة من التونسيين من مختلف الفئات والأعمار، بحثًا عن "صحفة ثوم" (طبق ثوم) يعتقد أغلبهم أن لها قدرة على الوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ففي هذا الشارع، يوجد أحد أشهر المحلات المتخصصة في هذا الطبق التونسي، الذي يشهد هذه الأيام إقبالًا غير مسبوق مقارنة ببقية فصول السنة.

وتتكون "صحفة الثوم" من ثوم مهروس وزيت زيتون وبيض مسلوق وتونة وهريسة (فلفل تونسي حار) وسلطة مشوية (فلفل مشوي) وزيتون وأجبان.

فوزي وناس -صاحب المحل- قال "مع انتشار مرض كورونا في العالم، يشهد الإقبال على صحفة الثوم هذه الفترة تزايدا كبيرا".

وأضاف أن "التونسي يميل بطبعه إلى المأكولات الطبيعية والأعشاب الطبية كلما كان هناك تفشٍ لأحد الأمراض أو الأوبئة، ويزيد الوضع أكثر مع حالة الفزع التي يعيشها المجتمع بأكمله هذه الأيام".

وتابع أن "أسعار الثوم تتضاعف اليوم بشكل كبير؛ نتيجة الإقبال على شرائه، اعتقادا من كثيرين أنه سيحارب فيروس كورونا".

واستدرك وناس "رغم الزيادة التي تشهدها أسعار المنتجات الأولية لطبق الثوم، فإننا لم نزد سعر الطبق مراعاة للتونسيين".

ويبلغ متوسط سعر الصحن 3.5 دنانير ( نحو 1.2 دولار).

وشهد سعر الثوم ارتفاعًا كبيرًا ليصل إلى 22 دينارًا (نحو ثمانية دولارات) للكيلوغرام، حسب منظمة الدفاع عن المستهلك في تونس (غير حكومية)، بعد أن كان سعره يتراوح بين 9 و10 دنانير (بين 3.2 و3.5 دولارات).

 

‪أكل الثوم من العادات التونسية القديمة‬ (الأناضول)
‪أكل الثوم من العادات التونسية القديمة‬ (الأناضول)

إقبال من فئات عديدة
سليم مراد الدالي، مدير تجاري لمختبر طبي، يقبل هو أيضًا بشغف على تناول "صحفة الثوم".

وقال سليم إن "أكل الثوم عادة من عاداتنا التونسية القديمة التي توارثناها منذ عهد الأجداد، لما تحتويه من مضادات حيوية طبيعية تساعدنا في الوقاية من أمراض عديدة، حتى أنه كان ولا يزال يستخدم لحفظ المواد الغذائية من التلف".

وأردف "للثوم منافع عديدة لجسم الإنسان، لكنني أؤكد أن الالتزام بالنظافة من أكثر الأمور نجاعة لمقاومة فيروس كورونا".

حافظ مويهبي (متخصص في الإلكترونيات) وصديقه هشام شعيبي (موظف) يرتادان بشكل شبه يومي هذا المحل، إيمانًا منهما بأن الثوم مفيد للوقاية من أمراض عديدة، خاصة كورونا المستجد، الذي أثار حالة رعب تسود العالم.

وتجاوز عدد إصابات فيروس كورونا عالميا 130 ألفا، والوفيات 4800. وأدى انتشار الفيروس إلى تعليق العمرة، ورحلات جوية، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتوائه.

وقال حافظ "آتي إلى محل صحفة الثوم يومًا بعد يوم، خاصة في فصل الشتاء، لا سيما هذه الأيام مع انتشار فيروس كورونا، لما تحتويه نبتة الثوم من مضادات حيوية طبيعية، وهي في اعتقادي أنجع دواء طبيعي".

وزاد "التونسي يعي جيدا منافع الثوم، ويقبل عليه كثيرا، وهو ما جعله اليوم يقدم على تناول الثوم بشكل كبير".

وقال صديقه هشام "أختار في مثل هذه الفترة تناول صحفة الثوم، والابتعاد عن كل الأطعمة التي من شأنها أن تضر صحتنا، والتي لا نجد فيها منافع، رغم طيب مذاقها".

وتابع "التونسي يقبل على كل ما هو طبيعي، كالثوم وزيت الزيتون، وبما أنه ليس هنا دواء أو لقاح لهذا الفيروس، فنحن هنا لمحاولة تقوية مناعتنا ضد أي وباء".

ويقبل عادة التونسيون على تناول "صحفة الثوم" مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب موجة البرد.
 

‪أسعار الثوم تتضاعف بشكل كبير نتيجة الإقبال على شرائه‬ (الأناضول)
‪أسعار الثوم تتضاعف بشكل كبير نتيجة الإقبال على شرائه‬ (الأناضول)

الثوم و"كورونا"
يعتبر التونسيون أن "الثوم" من أكثر الخضراوات المعروفة بخصائصها العلاجية وفوائدها الصحية، فبتناوله يمكن الوقاية أو معالجة مشاكل صحية عديدة.

وتعود هذه الاستعمالات إلى آلاف السنين، فقد عملت حضارات مختلفة على تطويع الثوم وصنع أدوية بدائية منه.

وتفيد دراسات طبية حديثة بوجود علاقة مباشرة بين الثوم والوقاية من أمراض عديدة، وتؤكد أن من منافعه تقليل مخاطر الإصابة بنزلات البرد.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن "فيروسات كورونا هي زمرة واسعة من الفيروسات، تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح بين نزلة البرد العادية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة".

ورغم إقرار المنظمة بأن الثوم "طعام صحي، وقد يساعد في مواجهة الميكروبات"، فإنه لا يوجد دليل على أن تناوله ربما يقي من الإصابة بفيروس كورونا".

المصدر : وكالة الأناضول