للوقاية من كورونا.. متطوع قطري يحول تعليمات الصحة إلى لغة الإشارة

المتطوع القطري محمد البنعلي
القطري محمد البنعلي يترجم تعليمات وزارة الصحة إلى لغة الإشارة (الجزيرة)
عماد مراد-الدوحة

وسيلة تطوعية مبتكرة دشنها المغرد القطري محمد البنعلي لمساعدة جهود بلاده في السيطرة على فيروس كورونا (كوفيد-19)، بتحويل تعليمات وزارة الصحة إلى لغة الإشارة وبثها على وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الصم والبكم، ضمن حملة دشنها مغردون قطريون منذ أيام للتطوع للقضاء على كورونا.

الحملة التي دشنها المغردون القطريون تستهدف القضاء على الشائعات التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي منذ الإعلان عن وجود إصابات في البلاد، بالإضافة إلى أن يقدم كل شخص لديه خبرة في مجال معين خبرته تحت تصرف الدولة والمجتمع للسيطرة على الفيروس.

المغرد محمد البنعلي -في حديث للجزيرة نت- عزا قيامه بترجمة تعليمات وزارة الصحة إلى لغة الإشارة، إلى أن الصم والبكم ينقصهم باستمرار الدراية الكاملة بما يحدث في المجتمع لعدة أسباب، أهمها عدم قدرتهم على التواصل السمعي، بالإضافة إلى الضعف الأكاديمي، لذلك عمل على أن يقدم لهم المعلومات الصحيحة حتى لا يكونوا عرضة للتأثر بالشائعات التي ترافق كورونا.



وأعرب البنعلي عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي حظي به ما قدمه على وسائل التواصل الاجتماعي، مشددا على ضرورة أن يخدم كل شخص يمتلك خبرة في مجال معين، مجتمعه بتقديم هذه الخدمة متطوعا خاصة في ظل هذه الظروف التي تحتاج فيها الدولة إلى أبنائها.

دراية متأخرة
خبرة البنعلي الطويلة في مجال لغة الإشارة جعلته يتعهد بأن يترجم كل التعليمات والأخبار من مصادرها الموثوقة خلال هذه الفترة وحتى الإعلان عن السيطرة الكاملة على كورونا، لافتا إلى أن الصم والبكم غالبا ما يكونون متأخرين في الدراية بما يجري في المجتمع، وهذا يمثل دافع له في الاستمرار بهذه المبادرة.

ويرى البنعلي أن مبادرته تعد رسالة تحفيزية لكل الشباب في الدولة بأن يحولوا تعاطفهم مع بلادهم إلى خطوات ملموسة، وعدم الاكتفاء بالشعارات وترديدها.



وعما تحتويه المادة التي يبثها للصم والبكم من معلومات، قال البنعلي إن المادة تبدأ بإخبارهم بقرار إغلاق المدارس بسبب فيروس كورونا، مع توضيح أن الفيروس ليس مرضا خطيرا بل هو إصابة عادية يمكن التغلب عليها بسهولة، مع حثهم على عدم الانجراف وراء الشائعات والالتزام بتعليمات وزارة الصحة.

كما حملت رسالة البنعلي أيضا بعض النصائح للصم والبكم بضرورة تجنب التجمعات قدر الإمكان، ومنع التقبيل وعدم الشرب في نفس الكوب، فضلا عن رسالة تطمينية بأن الصين أعلنت شفاء غالبية المصابين بالمرض.

رغبة في التطوع
ولم يكن البنعلي المتطوع الوحيد الذي عرض خدماته خلال الحملة التي اتخذت وسم "#كلنا_متطوعين_من_أجل_قطر" على وسائل التواصل، فهناك من عرض أن يقود سيارات الإسعاف، وهناك من عرض أن يقوم كافة العاملين معه في إحدى شركات تنظيم المهرجانات بأي عمل يطلب منهم مجانا، فيما عرض طبيب متقاعد القيام بأي جهد يطلب منه.



كما ركزت الحملة على ضرورة الاعتماد على المصادر الموثوقة في استقاء الأخبار الجديدة وعدم الانجراف وراء الشائعات التي رافقت ظهور كورونا، وعدم نشر أي معلومة غير موثوقة مما يؤدي إلى حالة من الذعر في المجتمع.

وكانت وزارة الصحة العامة القطرية قد أعلنت أمس الأربعاء عن تسجيل 238 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، هي لوافدين من المخالطين لحالات ثلاث تم الإعلان عن إصابتهم بالفيروس الأحد الماضي، ليرتفع عدد المصابين به في البلاد إلى 262 حالة حتى الآن.

المصدر : الجزيرة