الأول من نوعه بفلسطين.. مأوى لمعالجة الحمير وتغيير الصورة النمطية عنها
عاطف دغلس-نابلس
أن تكون طبيبا تعالج البشر فأنت تتعامل بإنسانية مع من تداويه، لكن أن تكون بيطريا فهذا يعني أن مهمتك العلاجية يجب أن تكون أعلى وأكثر حرصا، فالحيوان لا يشكو ولا يرشدك لوجعه تحديدا، وتكتمل إنسانيتك بأن تعمل في توفير مأوى لمعالجة هذه الحيوانات خاصة العاملة كالحمير.
ويقوم البيطري راكان السلعوس -داخل مبنى من الصفيح شرق مدينة نابلس- على عشرات الحيوانات العاملة منذ تسعة أعوام، ويقدم لها العلاج الكامل وأفضل الطعام والشراب في مستشفى ترعاه جمعية بريطانية تدعى "الملجأ الآمن للحيوانات العاملة في الأراضي المقدسة".
وكانت مضيفة طيران بريطانية قد ساءها عام 2000 -خلال تنقلها بإحدى مدن الضفة الغربية- حال حمار كان ملقى على قارعة الطريق بوضع صحي صعب بعد أن تُرك ينزف فترة طويلة فقررت أن تنقله لبريطانيا وتعالجه.
يقول الطبيب إن الحادثة دفعت مضيفة الطيران لإنشاء الملجأ الآمن في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 الذي يستقبل الآن نحو 250 حمارا وغيره من الحيوانات العاملة، ثم انتقلت الفكرة إلى مدينة نابلس شمال الضفة عام 2011 فأقيم المأوى وبدأ يقدم خدماته الواسعة والمتنوعة ليكون بذلك الأول من نوعه بالضفة.
ويقول السلعوس "في السابق كانت الحمير تظل لدى المأوى لوقت طويل حتى تموت ولكن نظام التبني وفر فرصة ببقاء هذا الحيوان العامل في مكانه الصحيح المتمثل في العمل لكننا نراقبه بعد ذلك ونتفقده بالعلاج والفحص".
عيادة متنقلة
يقدم المأوى عبر الطبيب وطاقمه المساعد أيضا خدماته العلاجية عبر عيادة متنقلة تزور القرى والمدن الفلسطينية بالضفة طوال الأسبوع، وتعالج كل يوم عشرات الحيوانات خاصة الحمير.
كما يقدم المأوى على فترات من السنة دورات إرشادية وتعليمية لطلبة المدارس والمزارعين حول العناية بالحمار وتغيير الصورة النمطية عنه، ويعمل على تدوين كافة المعلومات الطبية واسم للحمار على شريحة خاصة توضع أسفل جلده.
ويغادر طاقم المأوى للقرى والبلدات الفلسطينية كل يوم لتقديم العلاج المجاني للحيوانات العاملة والحمير بشكل خاص والتي تأتيهم ويستقبلونها بأي ساعة من النهار والليل، غير أن الخطر يظل يتهدد نشاطهم بوقف الدعم المالي الخارجي.